بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
زادت الولايات المتحدة الأمريكية من حضورها العسكري في منطقة شمال شرق سوريا، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" منذ بداية العام الجاري، بالتزامن مع تعزيزات روسية إلى المنطقة ذاتها، بحجة خفض التوتر فيها بين النظام وقوات "قسد" من طرف والأخيرة والقوات التركية من طرف آخر.
وتعارض زيادة القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، مع كان بدأه الرئيس السابق دونالد ترامب الذي خفض القوات هناك، إلا أن زيادة عدد القوات ليس هو التعارض الوحيد مع الإدارة السابقة، ففي أحدث تصريحات عن مهمة التحالف الدولي في سوريا قال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، إنّ "موظفي وزارة الدفاع ومقاوليها من الباطن ليسوا مخوّلين بمدّ يد المساعدة إلى شركة خاصة تسعى لاستغلال موارد نفطية في سوريا ولا إلى موظفي هذه الشركة أو إلى وكلائها"، وهو ما عدلته المتحدثة باسم البنتاغون فيما بعد جيسيكا مكنالتي إلى منع وصول "داعش" إلى حقول النفط الواقعة تحت سيطرة "قسد".
ما حجم التعزيزات؟
الناشط صهيب الحسكاوي، قال لبلدي نيوز، إن قوات التحالف الدولي أرسلت منذ بداية العام الحالي نحو 12 قافلة دخلت محافظة الحسكة قادمة من العراق، موضحا أن هذه القوافل اتجهت بشكل أساسي إلى الشدادي جنوب المحافظة حيث تركز 5 قوافل بالمدينة التي وسعت القاعدة الأمريكية فيها وتم تجيزها بمدرج لاستقبال الطائرات المجنحة.
وأضاف "الحسكاوي" أن الجزء الآخر من التعزيزات اتجه بشكل أساسي إلى قاعدي التحالف في حقلي كونيكو والعمر بريف ديرالزور، لافتا أن التحالف وسع قاعديته في ديرالزور وأجرى تدريبات عسكرية هناك، كما تم تداول معلومات غير مؤكدة عن نية التحالف بناء قاعدة في عين ديوار في منطقة المالكية، على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا.
لماذا هذه التعزيزات الأمريكية؟
تزامن تكثيف الأرتال الأمريكية إلى منطقة شمال شرق سوريا، مع وصول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض، فيما يبدو أنه تجهيز للاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة، بحسب الصحفي سامر الأحمد.
ويضيف "الأحمد" بحديثه لبلدي نيوز، أن الرئيس الأمريكي السابق أضعف الوجود الأمريكي في سوريا، وانسحب من بعض المواقع ليفسح المجال أمام عملية "نبع السلام" التركية في 2019، وتلمح التعزيزات إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تنوي زيادة وجودها العسكري في المنطقة مجددا، إلا أن ذلك لم يخرج إلى العلن لانشغال الإدارة الجديدة في ملفات أخرى.
ويرى أن التعزيزات مرتبطة بالفعل بتصريحات "البنتاغون" حول الالتزام بمحاربة "داعش" خاصة بعد عودة نشاط التنظيم في مناطق سيطرة "قسد" مؤخرا، إلا أن ذلك ليس الهدف الوحيد، فالغرض الثاني من التعزيزات يرتبط بالوقوف في وجه روسيا التي زادت وجودها في منطقة النفوذ الأمريكي، حيث استغلت روسيا التوتر بين النظام و"قسد" لزيادة وجودها بحجة خفض التصعيد بينهما، حتى وصول عدد القوات الروسية في الحسكة إلى نحو 1000 عنصر، حيث تحاول موسكو استغلال الانشغال الأمريكي بقضايا وملفات أخرى للتمدد في المنطقة، وفقا "للأحمد".
فراس علاوي، مدير تحرير موقع الشرق نيوز، أن التعزيزات الأمريكية إلى سوريا، تأتي ضمن سياق تصريحات بايدن بالعودة لزيادة القوات وعدم الموافقة على الانسحاب، تحت مظلة محاربة "داعش" التي عادت إلى النشاط في المنطقة.
ويضيف "علاوي" بحديثه لبلدي نيوز، أن ما يهم الأمريكيين هو إيجاد قاعدة عسكرية في شمال وشرق سوريا، في وضع أقل خطورة من العراق، لتثبيت وجود طويل الأمد، لمراقبة غرب العراق، مشددا على أن العراق أهم بكثير من سوريا بالنسبة إلى واشنطن، التي دفعها الانسحاب من بعض القواعد في العراق تبعه زيادتها في سوريا.