بلدي نيوز – (ترجمات)
اتهمت الأمم المتحدة بعدم التزام الحياد في الحرب في سوريا، والسماح بشكل فعال لنظام بشار الأسد بالسيطرة على مليارات الدولارات من المساعدات، وفقاً لتحقيق جديد يكشف مدى انحياز المنظمة التي تدعي الحياد في عملها.
فبعد إجراء مقابلات مع عشرات من الموظفين الحاليين والسابقين، اتهمت مجموعة "حملة سورية " عاملي الأمم المتحدة بالسماح للأسد بعرقلة وصول الإمدادات الإنسانية، وبالتالي "تمكين" استخدام النظام لـ"الحصار كسلاح للحرب".
حيث يوجد ما يقرب من مليون شخص، يعيشون في 52 منطقة محاصرة في سوريا، منها 49 تحت الحصار من قبل قوات الأسد، ووفقاً للمجموعة التي قامت بالتحقيق، فإن الأمم المتحدة، المنظمة العالمية فشلت فشلاً كبيراً بسبب قبولها لسياسة النظام السوري في حرمان مناطق المعارضة "49 منطقة" من الغذاء والدواء.
ففي العام الماضي، تم تجاهل أو رفض ما يقرب من 90 % من طلبات الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات من قبل النظام السوري.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة أنه قد تم "التقنين من هذه الطلبات على مستوى الوكالات"، وهذا يعني أن عدد طلبات إدخال المساعدات أبقي منخفضاً حتى لا "تنزعج" السلطات السورية.
والنتيجة هي أن معظم المساعدات -88 % منها- تم توزيعها فقط على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وهذا عزز من وضع الأسد، وأتاح له أن ينفق أقل من ماله الخاص على المساعدات وأكثر على العمليات العسكرية.
وأجبر تكتيك الموت جوعا الأسد مئات الآلاف من الناس على الخروج من الجيوب التي يسيطر عليها معارضو النظام إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.
التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، يوضح كيف كانت الأمم المتحدة تخشى أن لا يحصل موظفيها على تأشيرات أو أن يطلب منهم ترك دمشق إن لم يقدموا التنازلات للأسد.
وشمل هذا التقليل من شأن دور النظام السوري في فرض الحصار، وخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق المحاصرة، بل وإلغاء بلدات يسيطر عليها الثوار مثل مضايا من قائمة المناطق المحاصرة في وقت كان السكان فيها يتضورون جوعاً حتى الموت.
ومع عدم وجود إمدادات منتظمة، اضطر كثير من الناس في هذه المناطق لشراء المواد الغذائية في السوق السوداء، أسعار كانت تصل في بعض الحالات إلى زيادة 100 مرة من حيث التكلفة، واضطر سكان هذه المناطق الذين لا يستطيعون تحمل هذه الأسعار المبالغ فيها إلى قتل الحيوانات الضالة وتناول لحاء الشجر والأوراق.
وقد قتل الآلاف لأسباب مرتبطة بسوء التغذية وعدم تقديم العلاج الطبي في المناطق المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة، بينما ذكرت الأمم المتحدة أنه 414 شخصا فقط لقوا حتفهم فقط من سياسة الجوع!