هآرتز – (ترجمة بلدي نيوز)
في تحد لرأي وزارة الخارجية الإسرائيلية، وعلى الأرجح بسبب ضغط من موسكو، أوعز رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" للوفد الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بتخطي تصويت الجمعية العامة على اقتراح إنشاء آلية دولية لجمع الأدلة على جرائم حرب خلال الحرب الأهلية في سوريا، وفي اليوم التالي صوتت روسيا لصالح قرار مناهضة الاستيطان.
التوجيه الذي جاء من نتنياهو وذكرته لأول مرة يوم الثلاثاء صحيفة يديعوت أحرونوت، تم قبل ثلاثة أيام من تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار ضد المستوطنات الإسرائيلية، وخلافاً لرأي الموظفين في وزارة الخارجية بأن إسرائيل يجب أن تدعم القرار.
وأكد مسؤولون كبار في القدس التفاصيل، موضحين أن تصويت الجمعية العامة يختلف عن تصويتات أخرى تتعلق بالقضية السورية، فلفترة طويلة استخدمت روسيا الفيتو لمنع أي محاولة لتمرير قرارات حول سوريا، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ودول أخرى قرروا استغلال ميثاق الأمم المتحدة لتجاوز مجلس الأمن واستصدار قرار في الجمعية العامة من شأنه أن يكون ملزماً.
وقبل دورة الجمعية العامة، ناقش موظفو وزارة الخارجية الإسرائيلية صياغة التوصية بشأن التصويت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، وأوضح مسؤول كبير أن الوزارة اعتبرت التصويت حساساً للغاية لسببين: بسبب موقف روسيا المعارض لهكذا قرار، ولرغبة إسرائيل في الحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو!
والسبب الأكثر أهمية هو أن القرار في الواقع سيوسع صلاحيات الجمعية العامة للأمم المتحدة ويمكنها من تمرير قرارات عملية بشأن قضايا دبلوماسية وقانونية –وليس فقط قرارات تفسيرية أو تقنية.
وأضاف المسؤول أن زيادة قوة الجمعية العامة لا يخدم المصلحة الإسرائيلية، وأشار إلى أنه على الرغم من أن قرار الجمعية العامة متعلق بسوريا، فمن شأنه أن يشكل سابقة يمكن استخدامها ضد إسرائيل في السياق الفلسطيني.
وعلى الرغم من هذه التحفظات، إلا أن التحليل النهائي من وزارة الخارجية أوصى بالتصويت لصالح القرار، وكان السبب الرئيسي لذلك أن المجازر والحرب الجارية في سوريا تشكل قضية أخلاقية، وبالتالي يجب على إسرائيل أن لا تعارض هذا القرار.
ولكن في النهاية، لم يحضر أي من ممثلي الوفد الإسرائيلي إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، ووفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت، كان السبب في اختفاء الدبلوماسيين الضغط الشديد من الروس والذي كان له تأثيره على مكتب رئيس الوزراء في القدس، ونتيجة لذلك، قرر نتنياهو رفض توصية وزارة الخارجية وكلف الوفد بعدم الحضور!
وجاء القرار بأغلبية كبيرة، فيما كانت إسرائيل غائبة جنباً إلى جنب مع دول مثل ليبيا وإريتريا ورواندا، وفي اليوم التالي صوتت روسيا لصالح قرار مجلس الأمن 2334، والذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
ومنذ تصويت يوم الجمعة، شنت إسرائيل هجوماً على الأمم المتحدة وجميع الدول التي صوتت لصالح هذا القرار، وكرر نتنياهو ووزراء آخرون مزاعمه التي لا تعد ولا تحصى في السنوات الأخيرة، في الرد على أي انتقادات دولية بشأن المستوطنات، حيث قال يوم السبت: "إن هذا لسخف... يذبح نصف مليون إنسان في سوريا... والشرق الأوسط بأكمله يشتعل، وإدارة أوباما ومجلس الأمن يعملون كعصابة على البلد الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط: دولة إسرائيل.. إنها لوصمة عار!".