بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
تتميز اللهجة السورية بمفرداتها المميزة لجميع المحافظات السورية التي تؤدي جميعها للمعنى نفسه، والتي تتركز اليوم بوجود معظم أهلها بالشمال السوري الذي يشكل لوحة فسيفسائية جميلة لجميع أهالي سوريا.
"شكون بي... شو في... إشو"، جميعها مفردات أدت ذات المعنى، "ماذا هناك؟"، ويحتوي قاموس اللهجات السورية، الكثير من المفردات كالشامية، والحلبية، واﻹدلبية، مرورا بالحمصية والحورانية، إلى الديرية، دون نسيان الساحلية، ولكلٍ منها طابعها الخاص، حتى باتت هويةً يتعرف بها الناس على انتمائهم لتلك المناطق.
تنوع اللهجات
ﻻ يعني أنّ اللهجة المحكية في تلك المحافظات واحدة، بل إن الكلمات العامية المتداولة على سبيل المثال في مدينة "النبك" بريف دمشق (القلمون)، تختلف عن العامية التي يتحدث بها جيرانهم في "مدينة يبرود".
وحتى في داخل حارات الشام العتيقة هناك الشاغوري ولهجته، والميداني، والصالحاني ولهجاتهم.
ويؤكد باحثون أنّ لتلك اللهجات أصول وجذور ضاربة في التاريخ.
أثر النظام الشمولي على اللهجة
ويؤكد الباحث الاجتماعي "محمد الشيخ"، لبلدي نيوز؛ أنّ النظام الشمولي السوري، أثر على اللهجات المحكية، بل إنّ نظام اﻷسد ترك بصمةً سوداء في كلمات الناس.
ويضيف "يلاحظ منذ استيلاء اﻷسد اﻷب على السلطة، استخدام عوام الناس مصطلحات تشير إلى أنه من أبناء السلطة الحاكمة، وتعطيه امتيازات مقارنة بأقرانه".
ويتابع الشيخ "اللهجة باتت شكلا من أشكال تأثر المجتمع باﻻستبداد، فالناس تميل إلى لغة اﻷقوى، ويمكننا أن نلحظ التراتب اﻻجتماعي؛ فكل طبقة اجتماعية تمتلك مفرداتها ولهجتها".
الدراما واللهجات
وأثرت الدراما السورية بشكلٍ كبير في انتشار "لهجة الشوام/أبناء دمشق"، بشكل واسع، حيث اهتمت بها، وتبعها اللهجة الحلبية، والساحلية.
ولكن تبقى الشامية المحكية هي المشهورة أكثر لمعرفة السوريين.
ويستطيع ابن دمشق أن يتعرف على ابن المنطقة الشرقية أو الساحلية، دون إمكانية تحديد مدينته أو محافظته بالضبط.
وغالبا فإن هناك فروقا في تلك اللهجات، يعرفها أبناء المنطقة الواحدة وتميزهم عن غيرهم، كتفخيم أو ترقيق أو إمالة بعض الحروف.
دراسات حو ل اللهجات السورية
وتعددت الدراسات والكتب والقواميس حول المفردات واللهجات المحلية السورية، وأشبعت بحثا، وعلى سبيل المثال؛ موسوعة العامية السورية للباحث ياسين عبد الرحيم بأجزائها الثلاثة (صدرت في 2003 ثم أعيد طبعها في 2018).. عن وزارة الثقافة في حكومة النظام.
وهناك كتاب للمستشرق الروسي فيلتشايك (1902 – 1939) صاحب قاموس اللهجات السورية واللبنانية والفلسطينية التي تفردت في لهجات منطقة أو محافظة بعينها.