بلدي نيوز - (خاص)
يتواصل التوتر في ريف درعا الغربي، مع فشل الفرقة الرابعة بقوات النظام والمدعومة من إيران، أمس الأحد، في عملية عسكرية بريف درعا الغربي تهدف إلى اعتقال مطلوبين وطلب تهجيرهم إلى الشمال السوري.
وقالت مصادر محلية، إن الفرقة الرابعة استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة تضم دبابات و4 راجمات صواريخ من نوع غراد BM21، شوهدت وهي قادمة من العاصمة دمشق قرب خربة غزالة ودخلت من حاجز الشرع متوجهةً إلى حي الضاحية في مدخل مدينة درعا الغربي.
وعن التصعيد العسكري في درعا، أكد الصحفي السوري باسل الغزاوي المنحدر من درعا، أن "الفرقة الرابعة" في قوات النظام تتحرك بإملاء من إيران، وتحديدا "اللواء 42" الذي يتزعمه "غياث دلة" المعروف بالولاء لإيران، والذي زج بمجموعات منه بالعملية العسكرية بريف درعا الغربي.
ولفت "الغزاوي" في حديثه لبلدي نيوز، إلى أهمية المنطقة الجغرافية بالنسبة لإيران لوقوعها على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن وفلسطين، ما جعلها هدفا لإيران، مشيرا إلى أن النظام لا يملك أي سلطة أمنية على المنطقة ولا يستطيع تنفيذ عمليات اعتقال أو تجنيد إجباري بها، وبالتالي يحاول من خلال العملية فرض سيطرته الأمنية وتنفيذ عمليات اعتقال وتجنيد إجباري.
وذكر أن "الفرقة الرابعة" والفوج "666" بدأوا بنشر عشرات الحواجز في هذه المنطقة منذ آيار الماضي، لكن هذه الحواجز كانت مكونة من أبناء درعا الذين انخرطوا في التسويات، لذلك لم يقوموا بعمليات اعتقال أو مضايقات للناس في المنطقة حينها، ما دفع النظام وإيران إلى العملية الأخيرة.
وعن الموقف الروسي من العملية، قال "الغزاوي" إنه تم عقد اجتماع بحضور ممثل روسيا واللواء علي محمود ممثل "الفرقة الرابعة"، و"اللجنة المركزية في درعا" التي تتكون من قادة سابقين في فصائل المعارضة ووجهاء من المنطقة، حيث عبّر ممثل روسيا عن اقتناعه بشكل كامل برواية النظام.
وأوضح أن رواية النظام، تتحدث عن وجود فصائل إسلامية متطرفة منها تنظيم "داعش" في المنطقة، وأن هدف الحملة هو القضاء على هذه الفصائل.
وأكد أن روسيا تتحرك في المنطقة، ولم تتعرض لأي هجوم من تنظيم "داعش"، مشددا على أن من تصدى لمحاولة تقدم قوات النظام، هم أبناء المنطقة الذين احتفظوا بسلاحهم ولم يجروا تسويات مع النظام، ولم يقبلوا بالتجنيد مع قوات النظام، ما دعا إلى إلصاق تهمة الانتماء لتنظيم "داعش".
وبيّن أن "اللواء الثامن" في "الفيلق الخامس" بقيادة أحمد العودة، المدعوم من روسيا، أوصل رسالة إلى روسيا أن أي اعتداء على "طفس" سيكون اعتداء على "الفيلق".
ولفت أن النظام طالب بتهجير مجموعة من الأشخاص إلى خارج درعا، بتهمة الانتماء إلى "جماعة أنصار الدين" و"داعش"، وتسليم السلاح الثقيل لقوات النظام، وهو الأمر الذي رفضه أهالي المنطقة، مشيرا إلى أن الكفة ما زالت ترجح لأبناء درعا على النظام، الذي أرسل مزيدا من التعزيزات لكسر إرادتهم، مشددا على أن التهجير مرفوض تماما من أبناء المنطقة والقبول به يعني سيطرة إيرانية على المنطقة.
وسيطرت قوات النظام على درعا والقنيطرة في تموز 2018، وفرضت "تسوية على الراغبين بالبقاء، أهم بنودها الإفراج عن المعتقلين و"تسوية أوضاع المنشقين وعودة الموظفين إلى دوائر عملهم"، لكن معظم البنود لم تنفذ.
وشهدت المحافظة عقب "التسوية" عمليات اغتيال طالت عسكريين للنظام وقادة وعناصر سابقين في المعارضة، إضافة إلى مسؤولين في النظام.