بلدي نيوز
في نهاية أيلول/سبتمبر عام 2015، كان "الحرس الثوري الإيراني" وحلفائه من ميليشيا "حزب الله" اللبناني قد خارت قواهم. كانوا يحاولون دعم نظام الأسد وقواته المسلحة، التي كانت تخوض معركة خاسرة، قدم الكرملين للأسد والإيرانيين ما كان ينقصهم بشدة، الدعم الجوي المكثف. وسرعان ما تبع الطيارين الروس المستشارون العسكريون وقوات البحرية ومرتزقة ما تسمى بـ"مجموعة فاغنر"، وهي شركة أمنية خاصة من روسيا.
اليوم لم يعد يبدو أن هناك من يستطيع إزاحة الأسد عن السلطة. قام فلاديمير بوتين بتحديث القواعد البحرية الروسية من الحقبة السوفيتية في مدينتي اللاذقية وطرطوس على البحر المتوسط ووسّعها إلى قواعد (عسكرية) داعمة.
لكن بالنسبة للمصالح الوطنية الروسية على المدى الطويل، فإن تأمين بقاء الأسد في السلطة مكسب مشكوك فيه. فموسكو الآن مرتبطة بشدة بمصير النظام، والأمر الأكثر خطورة أنها مرتبطة بمصير رعاة الأسد الإيرانيين. يأتي هذا في عصر التغيرات الدراماتيكية في المنطقة، فتطبيع علاقات إسرائيل مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين، والذي تم برعاية واشنطن، يمثل تحولا تاريخيا في الشرق الأوسط. وهذه الخطوة كانت مفاجأة غير سارة أبدا، ليس فقط لملالي طهران، ولكن للكرملين أيضا، و الاعتقاد بانحسار النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط وحتمية الهيمنة الإيرانية خدع كليهما.
وإذا حذت كل من السودان وعُمان والمملكة العربية السعودية حذو الإمارات العربية المتحدة والبحرين في النهاية، فسيواجه النظام الإيراني أوقاتا عصيبة، وحتى انهياره قد يكون متوقعا. وبدون دعم من طهران، سيصبح الأسد أيضا ضعيفا جدا، وفي ظل هذه الظروف، قد يرغب الأسد في أن يمد يده لواشنطن والرياض. ولن تستطيع روسيا منع ذلك بأي شكل من الأشكال، وسيصبح وجودها العسكري في سوريا بسهولة وسيلة ضغط في يد الأسد.
تجلى قصر نظر بوتين الاستراتيجي في العلاقات مع لاعب إقليمي آخر أيضا، وهو تركيا. فقد تم تقويض الاتفاق غير الرسمي بشأن سوريا الذي توصل إليه مع الرئيس رجب طيب أردوغان في 2015/2016 منذ وقت طويل. اعتقد الكرملين قبل خمس سنوات أنه يمكن أن يلين الجانب الجنوبي لحلف شمال الأطلسي من خلال استمالة أنقرة. إلا أن أردوغان يمول اليوم جزءاً من القوات المعارضة للأسد في سوريا، ويشارك في القتال في ليبيا ضد عميل الكرملين المشير خليفة حفتر، كما يدعم الآن أذربيجان في عملياتها العسكرية ضد أرمينيا، أحد أكثر حلفاء موسكو موثوقية وأقربهم.
بعد خمس سنوات من ظهور أول طائرة ميغ روسية في سماء سوريا، فإن الجواب على سؤال: "ما الذي جلبته حرب بوتين للروس؟" هو ببساطة: لا شيء! يشعر الناس بذلك ويريدون بشكل متزايد الانسحاب.
المصدر: دويتشه فيله