بلدي نيوز - (عمر حاج حسين)
تتزايد المخاوف في الشارع اللبناني من التداعيات التي ستنعكس على بلادهم مع بدء تطبيق قانون "قيصر" على نظام الأسد باعتبار سوريا هي المتنفس الوحيد للبنان، الذي يواجه بالفعل أزمة اقتصادية ضيقة.
وبحسب آخر تقرير لمعهد "واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"؛ فإن تأثيرات قانون "قيصر" على لبنان تشمل مروحة واسعة من الخيارات من بينها إخضاع بعض المصارف اللبنانية وشركائها والشركات اللبنانية المرتبطة بها لعقوبات جديدة بسبب المساعدات الماديّة للنظام السوري، خاصة إذا كانت مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالدعم اللوجستي للعمليات العسكرية لـ"حزب الله" في سوريا.
وقد يكون التأثير الأكثر أهمية لـ"قانون قيصر" هو إعادة نظر الشركات اللبنانية التي كانت تأمل في الوصول إلى السوق السورية من خلال مشاريع التجارة أو إعادة الإعمار، في هذه الخطط، بجانب مهربي الوقود عبر الحدود "اللبنانية-السورية" الذين يشكلون مجموعة مهمة قد تتأثر من جراء تنفيذ هذا القانون.
علاوة على ذلك؛ ترتبط السياسة الداخلية والخارجية في لبنان بشكل وثيق بالاقتصاد أكثر من أيّ وقت مضى، من شأن "قانون قيصر" أن يفرض نفسه لاعبا جديدا في المعادلة السياسية اللبنانية.
وتشهد العاصمة اللبنانية "بيروت" ومدينة طرابلس شمالا ومناطق لبنانية أخرى منذ أيام، موجة من الاحتجاجات، تطالب أساسا بأن تتخذ الحكومة والقوى المشكلة لها قرارات مصيرية وحاسمة فيما يخص الوضع الاقتصادي المتدهور، بعد انهيار الليرة التي فقدت حوالي 70 بالمئة من قيمتها منذ تشرين الأول الفائت.
ويرى محللون أن ارتدادات "قانون قيصر" على النظام السوري ستؤثر على الشارع اللبناني أبرزها الاحتجاجات، والتي كانت آخرها في طرابلس، حيث سجلت عمليات كرّ وفرّ بين القوى الأمنية والمحتجين الذين أوقفوا شاحنات محملة بالمواد الغذائية تتجه نحو سوريا، معتبرين أنها مخصصة لدعم النظام.
وأكد على ذلك تصريحات "حسن نصرلله" زعيم ميليشيا "حزب الله" اللبناني، بقوله أن العقوبات الأميركية الجديدة التي يفرضها "قانون قيصر" تهدف إلى "تجويع" سوريا ولبنان.
وكانت أعلنت السفارة الأمريكية في دمشق دخول قانون عقوبات "قيصر" حيز التنفيذ، من خلال تغريدة عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر، أمس الثلاثاء.
وأكدت السفارة في التغريدة، التزام الولايات المتحدة بضمان وصول الدعم الإنساني الدولي للمدنيين في سوريا، من خلال التنسيق الوثيق مع من وصفتهم بـ"الشركاء الدوليين"، مشيرة إلى أن قانون قيصر لا يتعارض مع المساعدات الإنسانية.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، صباح الأربعاء، فرض عقوبات على 39 شخصية وكيانا من بينها بشار الأسد وزوجته.
وعرف من الأسماء التي فرض عليها قانون عقوبات "قيصر"، (بشار الأسد، أسماء الأخرس، ماهر الأسد، محمد حمشو، غسان بلال، سامر دانا، بشرى الأسد، منال الأسد، أحمد صابر حمشو، عمرو حمشو، علي حمشو، رانيا دباس، سمية حمشو).