بلدي نيوز - (متابعات)
اتهم السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد ميليشيا "الوحدات الكردية" المدعومة من الولايات المتحدة والغرب -إضافة للدعم الروسي- بإعدام السجناء، وقتل مئات الأشخاص ودفع الناس باتجاه أحضان تنظيم "الدولة".
وحسب قول فورد، يتسبب سلوك ميليشيا "الوحدات الكردية" التي يدعمها كل من الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "الدولة"، والروس لمحاربة كتائب الثوار، في دفع المدنيين باتجاه تنظيم "الدولة".
وقال فورد في جلسة استماع أمام لجنة مجلس الشيوخ "في بعض الحالات، يفر اللاجئون إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ولا يذهبون إلى المناطق الكردية".
ووجه فورد هذا الاتهام في الوقت الذي تتشظى فيه كل من القوات الموالية والمناهضة للنظام في سوريا، بسبب ضغط الصراع غير المنتهي على ما يبدو.
وفي حين أن الأعمال الوحشية التي ارتكبها نظام الأسد وحلفاؤه تم توثيقها جيداً، بالإضافة إلى الانتهاكات التي ارتكبتها بعض جماعات المعارضة منذ الأيام الأولى للقتال، إلا أن موجة الاتهامات المتزايدة الموجهة للميليشيات الكردية تعد أمراً محرجاً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.
فقد أصبح دور ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" هو الأكثر تعقيداً من بين كل المعضلات الدولية التي تواجه المجتمع الدولي، فقد تم تشكيل قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة غربية من أجل محاربة تنظيم "الدولة"، والتي تقودها ميليشيا "الوحدات الكردية" ولكنها تحتوي أيضا على بعض المجموعات الصغيرة من العرب والميليشيات السورية المسيحية، وقد وصلت بعد تحقيق المكاسب الأخيرة إلى بعد 30 كيلومتراً من الرقة معقل التنظيم.
ومع ذلك، اتهمت "الوحدات الكردية" بانتهاكات حقوق الإنسان، فقد اتهمت منظمة العفو الدولية في شهر أكتوبر بالتهجير القسري للعرب والتركمان من المناطق المحررة وهدم البيوت والقرى، بينما تنفي الميليشيات الكردية هذه الادعاءات بشدة.
وفي الوقت نفسه، استأنفت المنظمة الأم لميليشيا "الوحدات الكردية" وهي حزب العمال الكردستاني الذي يعمل في شمال الحدود، حربها ضد الدولة التركية –حليفة الولايات المتحدة في حلف الناتو- وأصدرت تسجيلاً يبين إسقاط مروحية عسكرية تركية في الأسبوع الماضي.
وفي الشمال الغربي من سوريا ينظر الروس إلى الميليشيات الكردية باعتبارهم حليفاً مفيداً في المعركة ضد كتائب الثوار.
وفي أحد أفظع النتائج لهذا القتال، جابت شاحنة تابعة لميلشيا الوحدات الكردية شوارع مدينة عفرين وهي تحمل 50 جثة لمقاتلين من فصائل الثوار، ممن قتلوا في كمين نفذته المليشيا الكردية.
وناقش السيد فورد ،الذي ترك إدارة أوباما بسبب الخلافات حول السياسة المتبعة في سوريا والذي أيد دائماً اقتراح الدعم العسكري لجماعات المعارضة "المعتدلة"، موضوع دعم الميليشيات الكردية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع ذلك، ذكر فورد إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة تواجه معضلة متزايدة في الوقت الذي يتراجع فيه تنظيم "الدولة"، فلم يكن من الواضح من هو الفصيل الذي يمتلك قدرات تؤهله للسيطرة على المناطق المحررة.
وقال إن هناك خطراً يتمثل في أن الجماعات العربية السنية، التي تتقاتل فيما بينها، قد "تبدأ في قتل بعضها البعض" بدون عملية سياسية لإحلال السلام.
وأضاف: "لا يوجد ملائكة في هذه الحرب، ولكن هناك جماعات بعضها أسوأ من بعض".