بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
عادت عشرات العائلات إلى حقولها في منطقة سهل الغاب بعد رحلة نزوح قسرية فرضتها قوات النظام وميليشياته في الأشهر الماضية.
وقصفت قوات النظام منذ مطلع كانون الأول من العام الماضي، بلدات سهل الغاب، مما اضطر جميع السكان هناك للفرار باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا خاصة بعد أن تقدمت قوات النظام وميليشياتها وسيطرت على عدد من القرى والبلدات في نهاية شباط من العام الجاري.
زراعة الحقول
وفي حديث خاص لبلدي نيوز، قال المهندس الزراعي "غسان عبد الجبار"، إن أكثر من 50 عائلة تعمل في الزراعة عادت إلى ناحية الزيارة في الأيام القليلة الماضية لإتمام زراعة حقولها التي هجرتها منذ كانون الاول نهاية العام الماضي.
وأضاف "عبد الجبار"، أن المزارعين شرعوا اليوم بزراعة محصول الذرة ودفعهم في ذلك تكلفة الزراعة القليلة أسوة بالخضروات والقمح من جهة وعدم حاجة الذرة للماء من جهة أخرى، حيث أن موارد المياه في سهل الغاب أصبحت معدومة بسبب توقف السدود التخزينية عن العمل.
مرارة النزوح
بدوره، أكد المزارع "راكز الجاسم" أنه وأسرته ذاقوا ذرعا عند نزوحهم من منطقة سهل الغاب باتجاه المناطق الشمالية، لاسيما في دفع إيجار المنزل الذي وصل إلى حد الـ 100$ وغياب الدخل.
وقال "لم أكن أملك مهنة أو عمل سوى الزراعة، عند نزوحي باتجاه البلدات الحدودية (...) اضطررت لبيع دراجتي النارية لدفع إيجار المنزل الذي وجدته بعد معاناة لإيواء عائلتي".
وأضاف أن كثيرا من المزارعين قرروا العودة إلى حقولهم بالرغم من ضبابية مستقبل المنطقة، إلا أنهم يجدون في منطقتهم ما يمكن أن يسد رمق أطفالهم بعد أن تعرضوا لجوع حقيقي أثناء فترة النزوح.
ويتابع، إن "انتظار المساعدات والسلة الغذائية المقدمة من الأمم المتحدة أمر بغاية السوء بالنسبة لي، والأولى بتلك المؤسسات توجيه بعض الجهد لإنعاش المشاريع الزراعية في منطقة الغاب التي إن حصلت ستغني آلاف العوائل عن الوقوف في طوابير انتظار المساعدات".
ويلفت إلى أن عملية الزراعة اليوم في سهل الغاب اصطدمت بعدة عوائق، أبرزها ارتفاع أسعار الوقود التي تعتبر عصب الزراعة، إضافة إلى غياب مياه الري، مما أدى إلى غياب الكثير من الزراعات الأساسية، وغياب إنتاجها عن أسواق الشمال.