بلدي نيوز - (خاص)
انتشرت مجموعات في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تتحدث عن قواميس أهل سوريا ولهجاتهم، وفي الوقت الذي يوضح القائمون على هذه الصفحات أن هدفها التعريف بمفردات أهلها وعاداتهم وتقاليدهم، يرى البعض أنها تساهم في تمييع الحالة الوطنية السورية وزيادة أنا المناطقية، وزيادة الفجوة بين السوريين في ظل التشرذم الذي يعيشونه.
جسر تواصل
وكتبت إحدى الصفحات تعريفا بها ووضعت قوانين خاصة بالصفحة تنص على أن، "هدف المجموعة مشاركة مفردات أهل البلد والتراث الأصيل والأكلات الشعبية والثقافة لتكون جسر تواصل مع بقية المدن السوريّة".
وشددت على أنه "لا للتنمر لا للطائفية، حيث يمنع منعا باتا التداول في أمور الدين أو المذاهب والتنمر على بقية الأعضاء وجرح مشاعرهم بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا للعنصرية والمناطقية ويمنع التهكم أو المزاح بشيء يخص بقية المدن السورية أو إحدى مكونات القوميات السورية".
ونوهت الصفحة على تقبل الاختلاف؛ وقالت "كل انسان مختلف عن الآخر فكرياً وثقافياً وفيزيولوجياً واجتماعياً لذلك لزاماً عليك تقبل الآخر مهما كان الاختلاف، حيث دفعنا أغلى ما نملك في سبيل الحرية لم ولن نتهاون مع من يسلبها من الآخر".
قواميس سورية
بينما عرفت صفحة أخرى عن نفسها أنها تهتم بنشر مفردات ومصطلحات من الجزيرة السورية والمناطق الأخرى المتحدثة بلهجة أهل المنطقة، وأنها سوف تظهر الأصل اللغوي العربي للهجة ببعض المنشورات وتجيب عن كل استفسارات الاعضاء الآخرين، عن الكلمات الغريبة.
وقال صاحب صفحة إحدى المحافظات، أن الصفحة تهدف لمحاولة شرح معاني الكلمات والمصطلحات المنطوقة لدى أهالي المدينة، وفق لهجتهم المحكية، التي يمتازون بها عن بقية اللهجات المحكية في المدن السورية الأخرى، وذكر سياقها التاريخي إن أمكن ذلك.
وأضاف، أن المجموعة نشاط اجتماعي إلكتروني يجمع الأصدقاء السوريين، وأوضح أنها لا تسمح بالغلط أو التهجم على أشخاص بعينهم أو على كافة شرائح المجتمع السوري، كما أنها تمنع نشر الكلمات النابية الخارجة عن إطار الأدب وخطاب الكراهية.
ومن أبرز المجموعات الناشئة، هي "قاموس الشوايا، وقاموس الشوام، وقاموس الحلبية، وقاموس بني معروف (السويداء)، وقاموس الأدالبة، وقاموس البدو، وقاموس الحوارنة".
فجوة مناطقية
بدوره، قال الباحث الاجتماعي "صفوان موشلي"، في مقابلة تلفزيونية مع تلفزيون سوريا"، أن طريقة تقديمنا لبعض بهذه الطريقة جدا خاطئة، هناك نرجسية مفرطة، بعض التعليقات تبين لنا الشعور بالدونية، حسب قوله.
وأضاف "يوجد محاولات لإثبات الذات، كن كما أنت، وأعرض نفسك كما أنت، ولنكن متفهمين ونقبل بعضنا كما نحن من دون التبختر ووجود أنا عالية".
وتابع، أن الحالة الصحية لهذه الصفحات تكمن إن كان أدمن الصفحة يأخذ دورا صحيحا، وقال "نحن نعاني من مشكلة كبيرة وهي "مشكلة الثقافة الوطنية السورية"، يوجد تشتت وعدم تفاهم وتباعد بالهوية السورية، بدء من الاحتلالات وصولا لحكم الأسد، وهذا التمييز متعمد ليسهل حكم البلد، وفق مؤرخين ودراسات"، حسب تعبيره.
وقال موشلي "نحن أمام لحظات تاريخية، أدمن هذه الصفحات يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن هذه المجموعات مهمة جدا لخلق مناط للثقافة السورية لننتقل لمرحلة الوطنية السورية، وحان الوقت لتأسيس هذه الوطنية من خلال هذه المنابر الصغيرة التي هي حجر الأساس لما هو أعمق وأكبر للمرحلة القادمة".