كيف سيطرت روسيا على الطريق الدولي "M5" وما أهميته؟ - It's Over 9000!

كيف سيطرت روسيا على الطريق الدولي "M5" وما أهميته؟

بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)

سخرت روسيا ترسانتها العسكرية طوال السنوات الماضية في سوريا، للسيطرة على الطريق الدولي الواصل بين حلب شمالاً والعاصمة دمشق ودرعا جنوباً، لما تدركه من أهمية كبيرة لهذا الشريان الحيوي في إحياء قوة النظام السوري اقتصادياً وعسكرياً.

ولم تدخر روسيا وسيلة في المناطق التي شهدت مواجهات بهدف السيطرة على الطريق الدولي، وبذلك كل ما في وسعها لتعطيل الحل السياسي وإعادة إنتاج النظام من خلال التقدم على الأرض من درعا إلى حلب.

اتفاقيات "خفض التصعيد"

بدأت روسيا بأولى وسائلها لتحقيق هدفها الأكبر في السيطرة على الطريق الدولي الحيوي بين شمال وجنوب سوريا، من خلال إبرام اتفاقيات "خفض التصعيد" في أربع مناطق، استغلت تلك الاتفاقيات لتهدئة مناطق على حساب أخرى، والتفرد بها واحدة تلو الأخرى من حمص إلى دمشق ودرعا وصولاً للشمال السوري.

السيناريو الذي اتبعته روسيا في جميع المناطق التي شهدت مواجهات دامية كان متشابهاً، يبدأ بالتهديد والضغط بالقصف لقبول التسوية، ومن ثم التصعيد وشن حملة جوية عنيفة تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة، تزامناً مع الحشد العسكري ومن ثم الحصار والاقتحام وتقطيع المناطق وصولاً للسيطرة عليها.

التفرد بالمناطق

كانت البداية من ريف حمص الشمالي والذي تمكنت فيه روسيا من فرض سيطرتها عليه بشكل كامل، بعد حملات قصف ومعارك عنيفة، لتنتهي بالتهجير إلى شمال سوريا، ثم الغوطة الشرقية والقلمون، وماشابها من معارك عنيفة واستخدام ممنهج للقوة العسكرية، لم توفر سلاحاً إلا واستخدمته بما فيه السلاح الكيماوي للسيطرة على كامل الغوطة الشرقية وتأمين دمشق العاصمة التي كانت على أبواب السقوط بيد المعارضة بعد معركة "الله غالب".

وبعد الغوطة كان دور درعا التي نقضت روسيا اتفاق خفض التصعيد فيها، استطاعت بعد حملات عسكرية ومفاوضات عديدة فرض التسوية على فصائلها وسكانها، وتهجير الرافضين إلى الشمال السوري، ولاحقاً افتتحت معبر نصيب الحدودي مع الأردن وتفعيل الطريق الدولي.

وخلال العام 2019، وبعد انتهاء روسيا من ثلاث مناطق لخفض التصعيد، كان الدور على المنطقة الرابعة التي تخضع لاتفاقي "سوتشي واستانا" مع الطرف التركي، إلا أن روسيا ضربت بكل هذه الاتفاقيات رغم وجود النقاط التركية، وأعلنت الحرب لإتمام السيطرة على المنطقة.

وخلال معارك عنيفة في شهر آب من العام الماضي، بعد حملات قصف جوي وصاروخي ومعارك مستمرة، تمكنت روسيا من السيطرة على ريف حماة الشمالي وصولاً لمدينة خان شيخون، لتبدأ مرحلة أخرى في تشرين الأول الفائت، وتعاود الهجوم على ماتبقى من مناطق ضمن خط سير الطريق الدولي.

تعطيل الحل السياسي

وساهمت روسيا بدعم من الصين في تعطيل جميع الطروحات الدولية والاجتماعات للحل السياسي، لكسب مزيد من الوقت لإنهاء الملف الأبرز لديها في توسيع سلطة النظام والسيطرة على الشريان الحيوي بين شمال سوريا وجنوبها، واستخدمت الفيتو أكثر من 13 مرة لتعطيل القرارات الدولية، وكذلك عرقلت مؤخراً عمل اللجنة الدستورية لحين إنهاء معركتها شمال غرب سوريا.

وتمكنت روسيا بمشاركة النظام وميليشيات إيران خلال الأسابيع الماضية، من السيطرة على مدينة معرة النعمان بعد ريفها الشرقي والتوسع شمالاً باتجاه سراقب، بالتزامن مع التوسع غربي حلب ضمن حملة عسكرية وصفت بالأعنف، تمكنت روسيا من السيطرة على كامل الطريق الدولي المعروف باسم "M5" من حلب إلى دمشق، مع استمرار المعارك لتأمين خط حماية للطريق الدولي.

أهمية الطريق الدولي

لهذا الطريق الرابط بين حلب ودمشق أهمية اقتصادية بالغة، كونه يعتبر منفذاً للبضائع الأوروبية والتركية وشمال وشرق أسيا عبر سوريا إلى دول الخليج وجنوب أسيا، تسعى روسيا من خلال السيطرة عليه كسب أوراق اقتصادية وسياسية، تكرسها في إعادة إحياء النظام دولياً واقتصادياً والتمتع بقوة السيطرة على أكبر طريق حيوي في المنطقة.

وترسم التطورات العسكرية الأخيرة شمال غرب سوريا بعد سيطرة روسيا على الطريق الدولي، رغم أن المعارك مستمرة على جبهات الأوتستراد الغربية بحلب، وفي سياق التصعيد والتوتر الروسي التركي في المنطقة، ترسم مرحلة جديدة في تاريخ سوريا تعطي لروسيا دورا أكبر في دعم النظام السوري وكسب الأوراق دولياً، وربما يكون بداية مواجهة دولية في المنطقة تكشف عنها الأيام القادمة.

مقالات ذات صلة

خسائر من قوات النظام باشتباكات مع التنظيم بريف دير الزور

نتنياهو: سنقطع الأوكسجين الإيراني عن حزب الله الذي يمر عبر سوريا

قصف مجهول يستهدف معبر أبو الزندين شرق حلب

غارات إسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران بمحميط دمشق

النظام يوصل قصفه على ريفي إدلب وحلب

خلافات التطبيع تطفو على السطح.. "فيدان" يكشف تفاصيل جديدة بشأن علاقة بلاده مع النظام