ما بعد المهلة التركية للنظام.. اتفاق أم مواجهة عسكرية كبيرة؟ - It's Over 9000!

ما بعد المهلة التركية للنظام.. اتفاق أم مواجهة عسكرية كبيرة؟

بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق) 

حدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، مهلة زمنية خلال أيام لانسحاب النظام السوري من المناطق التي سيطر عليها مؤخراً بدعم روسيا وإيران ضمن منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال سوريا، لما بعد تموضع النقاط التركية، مهدداً ومتوعداً بالرد في حال لم يتم تنفيذ ذلك.

هذا التهديد وفق متابعين، يشكل تصعيد واضح في اللهجة الخطابية التركية، والتي من المفترض أن يتبعها تنفيذ فعلي على الأرض في حال لم ينفذ النظام المطالب التركية، في وقت تحاول تركيا تهدئة الأجواء مع روسيا وصرحت بذلك علانية قبل يومين.

وترسم طبيعة المواجهة القادمة - إن حصلت - تغير في الخارطة العسكرية التي تحاول روسيا فرضها بالقوة العسكرية المطلقة، في وقت ترجح مصادر أخرى إلى إمكانية لجوء روسيا لتهدئة الأجواء مع الجانب التركي باتفاق ما، يبعد المواجهة في المنطقة حتى مع النظام.

واعتبرت تلك المصادر وفق متابعات "بلدي نيوز" أن تركيا أمام تحد كبير لتنفيذ تهديداتها، لأن عدم تنفيذها واستمرار النظام في تقدمه سيضعها في موقف محرج محلياً ودولياً وقد يكون له أبعاد استراتيجية كبيرة على أمنها ليس من طرف إدلب فحسب بل بمناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام لاحقاً.

واستبقت تركيا التهديدات الأخيرة التي كررتها مراراً، بالدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة لريف إدلب، وتثبيت نقاط جديدة لقواتها حول مدينة سراقب عقدة الطرق الدولية، إلا أن تعدي النظام باستهداف نقطة تمركزها غرب سراقب ومقتل جنود أتراك دفع لمواجهة غير مباشرة هي الأولى، من خلال استهداف مواقع النظام بشكل مكثف من قبل النقاط التركية، والبدء بمرحلة مواجهة جديدة كانت روسيا بعيدة عنها.

وفي السياق، اعتبر الكاتب التركي "سادات أرغين" في مقال نشرته صحيفة "حرييت"، أن من مخرجات مسار أستانا تأسيس نقاط مراقبة في منطقة خفض التصعيد لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن تصعيد أيار وأب لم يؤثر على تلك النقاط، وكانت القوات الروسية حريصة بتجنيبها أي إطلاق نار.


وأوضح الكاتب أن هجوم النظام السوري على القوات التركية بالمدفعية ومقتل ثمانية أتراك، شكل خرقا كبيرا وتخليا عن الحرص الذي كان سائدا طوال العامين الماضيين من إدخال نقاط المراقبة التركية في التصعيد الجاري بإدلب.

وأكد أن صناع القرار في أنقرة، يريدون إظهار الدور الحيوي لتركيا في سوريا، وبالتالي الحفاظ على موقف قوي في المعادلة السورية، من خلال نقاط المراقبة، وممارسة النفوذ العسكري في ظل التطورات المتلاحقة في الشمال السوري.

وأشار إلى أن دور نقاط المراقبة التركية، شهد تحولا كبيرا بعد تقدم قوات النظام السوري بإدلب، موضحا أنها لم تكن ذات فاعلية حتى وقت قريب، لكنها الآن اكتسبت دورا عسكريا فعالا، في إشارة إلى الرد الشديد والقصف المدفعي لمواقع النظام السوري عقب مقتل ثمانية أتراك.

ولفت إلى أن نقاط المراقبة التركية، تلعب حاليا دورا قتاليا في إدلب، في مواجهة تقدم قوات النظام السوري، لافتاً إلى أنه عقب اجتماع مجلس الأمن القومي التركي قبل أيام، تزايدت التعزيزات العسكرية التركية الضخمة إلى شمال سوريا.

وكشف الكاتب عن أن لدى تركيا خطوة ثانية أخرى، وهي إنشاء "نقاط تفتيش" في المناطق الاستراتيجية للحيلولة دون موجة جديدة من الهجرة، من خلال كبح جماح النظام السوري من التقدم شمالا، وشدد على أن بلاده أنشأت ثلاث نقاط مراقبة جديدة، الجمعة الماضي، في شمال وجنوب وشرق مدينة سراقب التي يحاول النظام السوري التقدم باتجاهها.

ولفت إلى أن قوات الأسد اقتربت كثيرا من نقاط المراقبة 6 و7، على شرق الطريق السريع "M5"، وأصبحت النقطتان 10 و11 على مرأى أهداف النظام السوري، مؤكداً أنه في سياق الأزمة المحفوفة بالمخاطر في إدلب، فإن التواجد العسكري التركي هناك سيكون أكثر المواضيع حساسية في الفترة المقبلة.

يأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر بين روسيا وتركيا ضامني مسار أستانا وسوتشي شمال غرب سوريا، بعد الإصرار الروسي على الحسم العسكري وتجاوز الاتفاقيات مع الدولة التركية، وما رافقها من تصعيد في اللهجة التركية والدفع بتعزيزات كبيرة للمنطقة، تعرضت للاستهداف في أخر نقطة ثبتتها غرب سراقب وخلفت مقتل ستة جنود أتراك.

مقالات ذات صلة

ما مضمونها.. أردوغان يوجه رسالة لبشار الأسد

سعر صرف الليرة مقابل العملات اليوم

إدلب.. "الهيئة" تعلن القضاء على المتهمين باغتيال "القحطاني"

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

تقرير.. ارتفاع معدلات الفقر لنحو 91 بالمئة شمال غرب سوريا

أبرز ما جاء في أستانا 22 بين المعارضة والنظام والدول الضامنة