بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)
تعمل روسيا عبر أذرعها العسكرية والاقتصادية تثبيت سطوتها في سوريا، من خلال إبرام عقود طويلة الأمد مع مؤسسات النظام السوري التي باتت تتحرك بأوامرها، في وقت تحاول إقناع المدنيين بأن هذه العقود مع روسيا هي من مصلحة الدولة والاقتصاد السوري.
وتتخذ روسيا عدة طرق ليس آخرها الاتفاقيات الموقعة للتنقيب عن النفط مع شركتين روسيتين، بعد أن حظيت بموافقة مجلس شعب النظام، لتمتد يد روسيا للبحر المتوسط وتثبت نفوذها أكثر هناك.
وتشمل العقود الموقعة بتاريخ 2-9-2019 بين وزارة النفط والثروة المعدنية وشركة "ميركوري" الروسية المحدودة المسؤولية، للتنقيب عن البترول وتنميته وإنتاجه في منطقتي البلوك رقم 7 والبلوك رقم 19 ومع شركة "فيلادا" المحدودة المسؤولة، للتنقيب عن البترول وتنميته وإنتاجه في منطقة البلوك رقم 23.
وفي السياق، كشفت تقارير لصحف غربية وأخرى روسية، ارتباط "طباخ بوتين" يفغيني بريغوجين بعقود التنقيب عن النفط في سوريا عبر شركتين مغمورتين تابعتين له، وهما "ميركيري" و"فيلادا" وفقا لصحيفة "موسكو تايم" عن صحيفة "نوفايا غازيتا" التي تصدر باللغة الروسية.
يتزامن هذا التقرير مع بروز تقارير تربط بريغوجين المقرب من بوتين مع المرتزقة الروس "فاغنر" الذين يساندون النظام السوري ويؤمنون حقول النفط التي تقع تحت سيطرة النظام.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" في فبراير 2018 عن مصادر استخباراتية قولها، إن بريغوجين كان على اتصال وثيق بالكرملين في الفترة التي سبقت هجوم "فاغنر" على قاعدة قوات سوريا الديمقراطية العسكرية في دير الزور التي تقع فيها حقول النفط، كما أفادت الصحيفة أن بريغوجين شارك أيضا في التخطيط العملي مع مسؤولي النظام قبل بدء الهجوم.
ويعرف بريغوجين أيضا باسم "طباخ بوتين" لأنه متعهد في استيراد مستلزمات الأطعمة للحفلات في الكرملين، ثم توسعت أعماله من سلسلة مطاعم فاخرة إلى خدمة القوات المسلحة الروسية، ولاحقا أضافت شركته على موقعها الإلكتروني في قائمة مجالات أنشطتها، مجالات التعدين وإنتاج الغاز والنفط، وافتتحت مكتبا لها في العاصمة السورية دمشق.
وذكرت صحيفة "نوفايا غازيتا" أن شركة "ميركوري" كذلك قد غيرت ملفها الشخصي من تقديم الطعام إلى المسح الجيولوجي في 2017 أو قبل ذلك بقليل، وورد في تقرير الصحيفة: "كان اختيار الشريك واضحا بالنسبة لسوريا، إن عقد الاستكشاف والتطوير في مجال النفط يذهب إلى أولئك الذين يستعيدون حقول النفط ويحمونها بقواتهم المسلحة".
وقدر التقرير أن شركات بريغوجين كانت تستخرج حوالي 20 مليون دولار من الموارد الطبيعية في سوريا شهريا في عام 2018، وقال المكتب الصحفي لبريغوجوين إنه "لا صلة " بين "فيلادا" و"ميركوري" مع مجموعة رجل الأعمال.
وبعد صفقة مبدئية عام 2016، أفادت تقارير صحفية أن "شركة النفط الحكومية السورية قد وقعت في عام 2018 اتفاقية مع شركة روسية تدعى "Evro Polis" لتحصل الأخيرة على ما نسبته 25 في المئة من أرباح مصافي النفط التي تم تحريرها من داعش"، وأشارت التقارير الى أن الشركة الروسية هي واجهة لـ "فاغنر".
وخلال عام 2018، صرّح قيادي في ميليشيا "فاغنر" الروسية في سوريا، أن سبب انضمام المقاتلين للميليشيا هو الحصول على المال، ورفع الحرج عن الحكومة الروسية، ومساعدتها في السيطرة على مواقع نفطية مهمة في سوريا.
يُذكر أن روسيا تقدم الدعم العسكري الكامل لنظام الأسد في سوريا، لقمع الثورة الشعبية ضده، وارتكبت خلال السنوات الماضية بعد تدخلها في عام 2015، عشرات المجازر الوحشية في مختلف المدن والبلدات السورية، مثل حلب ودير الزور وحماة وريف دمشق ودرعا وحمص.