بلدي نيوز- سما مسعود
تضاعف عدد شهداء سوريا بعد أن خبر السوريون صنوف الموت كلها، مما أدى تلقائياً إلى تضاعف عدد الأرامل في سوريا.
أغلب أرامل سورية هن دون 30 من العمر، لا توجد إحصائية من أي مركر يُعنى بشأن إحصاء ضحايا الثورة السورية تثبت عدد أرامل الثورة السورية، أو عدد الأرامل المعيلات، ممّا يعكس حجم الكارثة التي تمر بها المرأة السورية.
فحتى نهاية شباط 2016 بلغ عدد الشهداء من الرجال بحسب إحصائية موقع ثورة الكرامة 131،849 شهيد، وبعملية بسيطة لو كان فقط نصفهم متزوجاً فهذا يعني أن لدينا قرابة 66 ألف أرملة.
بداية القصة
تبدأ رحلة المعاناة لدى العديد من النساء السوريات من لحظة إعلان خبر وفاة الزوج، حيث تكون الزوجة وأطفالها في بعض الحالات تركة يتقاسمها أهل الزوج، وأهل الزوجة نفسها.
رحاب سيدة من ريف إدلب، وهي إحدى السيدات السوريات اللاتي فقدن الزوج خلال الأحداث التي تمر بها سورية، وهي أم لثلاثة أطفال ذكور، عانت رحاب ويلات التشرد بعد الاستقرار، والفاقة بعد الغنى، ولم يكن لها منجد غير أهل زوجها رغم مرارة الاختيار.
تقول رحاب لبلدي نيوز: "بعد وفاة زوجي أرغمت على ترك منزلي والعيش في بيت أهل زوجي، فأنا شابة ولا يمكنني المبيت بمفردي مع أطفالي الثلاثة في منزل بلا رجل".
مأساة رحاب ليست لأنها أرغمت على العيش مع أهل زوجها بل لأنها وبحسب ما أوضحت سُلبت إرادة اتخاذ القرار بحق نفسها وبحق أطفالها.
عوملت رحاب وكأنها إنسان تدور من حوله الشكوك، فأية نظرة أو حركة أو حتى كلمة هي محط أنظار مَن في بيت عمها (أهل زوجها)، من النسيبة والعم وزوجة العم وانتهاء بالأهل الخائفين على سمعة ابنتهم.
التحكم بالمستقبل
ليست رحاب النموذج الوحيد في الأزمة السورية، فمعاناة الأرملة السورية لا تبدأ بفقد الزوج والانتقال لبيت أهله، ولا تنتهي برغبة الأرملة بالارتباط بشخص آخر، فالأطفال إرث متنازع عليه ولو كان الاهتمام به أقل من المطلوب في ظروف قاسية على كل من يعيشها.
تقول رحاب لبلدي نيوز: "بالرغم من حبي الشديد لزوجي، إلا أن الظروف القاسية دفعتني لأفكر بالزواج، تقدم لخطبتي رجل من وجهاء البلد وقبل بأن يعيل أطفالي".
فكرة التخلي عن الأطفال ليست واردة عند رحاب نهائياً بحسب ما أوضحت، لكن أهل زوجها المتوفى كانوا يستخدمون خيار إبعاد الأطفال عن أمهم وسيلة للضغط عليها حتى لا تقبل الزواج.
تقول رحاب: "أخذوهم وأغلقوا الباب بعد أن طردوني، أحسست أن بيني وبينهم آلاف الأميال؛ بيني وبينهم باب لكني رأيته سنوات من الضياع والقهر".
وتابعت رحاب: "طرقت الباب بكل قوتي لم أتخيل أني أستطيع يوماً أن أكسر باباً من حديد، لكني لم أكسر الباب بل كسره الظلم الذي قهرني وقهر أطفالي".
أخذت رحاب أطفالها الثلاثة وهربت بهم عبر الحدود إلى تركيا، لتحافظ عليهم بعيداً عن أية قوة من الممكن أن تحرمها حياتها مع أطفالها.
تعيش رحاب اليوم في إحدى مخيمات اللجوء في تركيا ترعى أبناءها رغم قسوة الحياة وقلة وسائل الرفاهية التي طالما طمحت وسعت لتربي أولادها عبرها، تاركة فكرة الزواج، "فالسباحة عكس التيار نذير بالغرق"، تقول رحاب.