بلدي نيوز – دمشق (حسام محمد)
منذ استيلاء حافظ الأسد على نظام الحكم في سورية، يتحجج أزلامه ويتذرعون بشعارات "مقاومة وممانعة" إسرائيل لسرقة مقدرات الشعب السوري. عقود طويلة مرت، وثمانون بالمائة من مخصصات الدولة السورية كانت مخصصة للجيش السوري رغم أن أكثر من 80 بالمائة من عناصر هذا الجيش كانوا موجودين بالاسم فقط، وكافة الأموال كانت تصب في جيوب ضباط الأسد وأبناء طائفته طيلة تلك الفترة.
تولي الأسد الابن نظام الحكم في سورية كوريث بالقوة على الشعب السوري ودولته لم يغير من المعادلة شيء، بل زادت نسب الفساد وأعداد الموالين للأسد المفسدين في الدولة وجيشها، حتى بات يعرف بأن الجيش السوري هو جيش طائفة وليس جيش دولة.
فيما جعلت السرقات باسم عناصر الجيش والدولة من أبناء تلك الطائفة من أكبر رؤوس الأموال في البلاد، فيما كان نصيب السوريين الذهاب إلى الخدمة العسكرية فقط للدورة العسكرية، وبعدها يدفع كل ما لديه من مال ليهرب من هذا الجيش اللا وطني.
سرقات كان الأسد وزمرته الحاكمة يغلفونها تحت أكاذيب شعارات "المقاومة والممانعة"، رغم أن الأسد الأب باع الجولان مقابل بقائه في سدة الحكم، فيما باع وريثه البلد لشيعة إيران مقابل بقائه هو الآخر في سدة الحكم، دوافع كثيرة أجبرت الشعب السوري على صرخاته بالحرية والكرامة التي سلبهم إياها الأسدين بحجج وأكاذيب ليس لها أول أو آخر.
كشفت الثورة السورية أكاذيب الأسدين وبينت الحقائق فانهارت شعارات المقاومة والممانعة على يد الشعب السوري من خلال ثورة الحرية والكرامة، إلا إن هذا الفساد الذي تتنفس من خلاله أزلام النظام ما زال يستشري في دماهم، الأمر الذي جعلهم يستبدلون شعار الممانعة والمقاومة بشعار "تعزيز صمود الشعب السوري" بغية استكمال أعمال نهب الدولة السورية باسم السوريين ودولتهم المسروقة.
فها هي اليوم وزارات الشعب السوري المملوكة من قبل وزراء الأسد تسرق تحت مسمى الشعار الجديد، ليكسب أزلام النظام ملايين الليرات السورية التي تأتيهما من أبواب الدعم بحجة تعزيز صمودهم.
كثرة الفساد الذي أصبح استشرى بدماء أزلام النظام السوري دفع رئيس وزرائه "وائل الحلقي" إلى مطالبتهم بمتابعة مؤسساتهم الخدمية والاقتصادية ومتحدثاً عن محاسبة المقصرين في الأعمال، على حد وصفه، الأمر الذي فيه مراقبون للشأن السوري طلباً من الحلقي بعدم إظهار هذه السرقات على العلن تجنباً للمزيد من الفضائح أمام الرأي العام العالمي والعربي.
طلباً استبعد فيه المراقبين للوضع السوري إحداث إي تغيير ضمن مؤسسات ووزارات الدولة السورية بسبب السيطرة عليها من قبل متعصبين للأسد لن يصغوا للحلقي ولا لأحاديثه، واعتبر المراقبون بأن هذه الدعاية يجب أن تأتي من طرف يحاسبهم جميعاً من أسدهم مروراً بالحلقي وحتى أصغر رجال النظام فلا فرق بينهم سوى بكمية الأموال المسروقة.