بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
عمد إعلام النظام الموالي إلى تغطية "ازمة المحروقات والغاز" المتوقعة شتاء هذا العام، بتقديم تصريحات من باب تطمين الشارع، بمجملها أكدت تضاربا وكشفت عن عمق اﻷزمة المقبلة.
تناقضات
ومرر اﻹعلام الموالي مجموعة من التبريرات المسبقة التي تشرح أنّ الطلب على البنزين سينخفض مع بداية أيلول/سبتمبر القادم، واﻹشارة إلى احتمال ارتفاعه بشكل معتدل في تشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني، ومن ثم يتجه إلى اﻻزدياد في شباط وآذار ونيسان.
الظروف هي السبب
وتلمح معظم التقارير الصادرة عن وسائل إعلام موالية، إلى أن الظروف الخارجية هي التي تتحكم بالكميات المستوردة، كمقدمة مكررة ﻷسطوانة المؤامرة والحصار.
ويعتبر الكلام السابق إقرارا مسبقا بحدوث أزمة، ﻻسيما أن ذروة الطلب على البنزين تكون في اﻷشهر الثلاثة تشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني.
وعلى الطرف المناقض؛ كشف مدير فرع محروقات دمشق، التابع للنظام، "إبراهيم أسعد" لصحيفة "الوطن" أن دمشق تشهد زيادة في الطلب على البنزين بما يزيد عن المخصصات لحدود 40%.
كلام يضرب بعضه
وكشفت تقارير إعلامية موالية أنّ مازوت التدفئة متوفر حاليا، دون إغفال الربط بـ"الإمكانات المتوفرة وبالتوريدات والتخزين"، من غير تحديد دقيق لحجم تلك الثلاثية؛ "اﻹمكانيات والتخزين والتوريدات المتوقعة".
وسبق أن قدمت وزارة النفط التابعة للنظام وعودا بأن تكون أمور التوزيع جيدة لهذا الموسم.
وعلى النقيض أيضا صرح مدير فرع محروقات دمشق، التابع للنظام، إبراهيم أسعد؛ لصحيفة "الوطن الموالية بأنه؛ "من غير الممكن التسجيل على مادة مازوت التدفئة حاليا".
وتوقع الـ"أسعد" أن يكون هناك ضغطا في الطلب على المادة بداية شهر أيلول/سبتمبر القادم، وهو موعد التسجيل المتاح للعائلات.
البداية في حماة
ولفتت إذاعة "شام إف إم" الموالية، أول أمس اﻷحد، وضمن برنامج "بالخدمة"، إلى أنّ "الغاز" لم يصل منذ أكثر من 50 يوما لبعض المواطنين، في مراكز مصياف وبعرين وقرية التاعونة بحماة.
ورغم نفي مدير محروقات حماة، ضاهر الضاهر، لإذاعة "شام إف إم" وجود نقص في مادة الغاز إﻻ أنه برر المشكلة "بعدم توفر الأعداد الصحيحة في أسماء وقوائم المواطنين المستحقين للمادة"؛ ما يؤكد عدم وجود آلية واضحة وصحيحة للتوزيع العادل.
وفي السياق ذاته؛ أثارت تصريحات مدير عام الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية "محروقات"، التابعة للنظام، مصطفى حصوية، سخط الشارع، بعد اعترافه بعدم وجود آلية لضبط توزيع مادة الغاز.
وصرّح حصوية لصحيفة "الوطن" الموالية؛ أنّ زيادة عدد مراكز البطاقة الذكية في ريف دمشق لتخفيف الازدحام غير ممكنة.
وبرر ذلك بقوله أنّ؛ افتتاح أي مركز للبطاقة الذكية يحتاج تكاليف وتجهيزات.
وعود خلبية
بالمحصلة؛ الشارع مجبر للاستماع إلى وعود خلبية، فيما تشير المعطيات إلى تجدد أزمة المحروقات والغاز هذا الموسم، يؤكدها جملة من التصريحات المتضاربة حول توفر المادة من طرف المسؤولين لدى النظام.
وشهد شتاء العام الفائت أزمة على مادة المحروقات في مناطق سيطرة النظام، وانتشرت الطوابير على محطات التعبئة، وسط استياء شعبي كبير. بالمقابل ﻻ يوجد ما يبشر في مناطق نفوذ اﻷسد.