بلدي نيوز
بدأت روسيا تنخرط في مساومات مع الولايات المتحدة وإسرائيل على إخراج إيران أو الحدّ من وجودها ودورها في سوريا.
وأعلن المبعوث الخاص الأمريكي "جيمس جيفري" عن استئناف الاتصالات بين واشنطن وموسكو حول "مسار محتمل للمضي قدماً" نحو حلّ الأزمة السورية، ما قد ينهي "عزلة سورية" الدولية في حال "الموافقة على سلسلة خطوات" من بينها وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.
وتبدو مراهنة "فلاديمير بوتين"على بنيامين نتانياهو وقد أثمرت بإنهاء القطيعة بين واشنطن وموسكو كما تم وضع ملامح "صفقة" تستحق أن يجتمع "جون بولتون" و"نيكولاي باتروشيف" و"مئير بن شبات" لبلورتها، وخاصة أن "بن شبات "يدعم الحملة الأميركية على إيران ويحاول إخراجها من سوريا حتى قبل أن يبدأ أي تفاوض أميركي محتمل معها.
ولعل النقطة التي يتوافق عليها الأميركيون والروس، برزت منذ قمة الرئيسين في هلسنكي (أوائل تموز/ يوليو 2018)، هي أن الوجود الإيراني في سورية يشكّل خطراً على "أمن إسرائيل" وعقبةً أمام أي حلّ للأزمة، إذ تستخدم طهران الورقتين للضغط على كل الأطراف اللاعبة لتنال اعترافاً بمصالحها الإقليمية كافة، لذلك إذا كان للدولتين الكبريين أن تتعاونا جدّياً في سورية فلا بدّ لكل منهما أن تعترف بالواقع.
ولم يعد في إمكان روسيا إنكار محدودية قدراتها في سورية حيال امتناع الدول كافةً عن التعاون معها، لأنها سعت إلى تشكيل محور عبر التمسّك بـ "تحالفها" مع إيران والعمل على إبعاد تركيا عن المعسكر الغربي.
في المقابل لم يعد في إمكان الولايات المتحدة أن تؤجّل استحقاق التنسيق مع روسيا، إذ تحتاج إليه في المواجهة الراهنة مع إيران وأتباعها، فبعدما فعلت ورقة العقوبات فعلها ضد إيران ودمشق حان الوقت لاستثمار انعكاساتها على النظامين وإرغامهما على تقديم تنازلات.
ومن شأن إيران أن تدرك أن ورقتها السورية باتت مهتزة في يدها حتى قبل أن تتفاوض مع أميركا، ما ينسحب أيضاً على ورقتها اللبنانية التي باتت مهدّدة بتداعيات سيئة على "حزب الله".
أما في ما يخص نظام الأسد فسبق لواشنطن أن عرضت تنازلاتها للقبول ببقائه (بكفالة روسية - إسرائيلية) حتى نهاية ولايته الرئاسية لقاء تعاونه في أمرين: أولهما إخراج إيران، والثاني الموافقة على انتقال سياسي عبر دستور جديد يقلّص صلاحيات الرئيس ويعيد هيكلة الأجهزة العسكرية والأمنية ويخلق بيئة مناسبة لانتخابات حرّة ونزيهة.
فيما ترتسم معالم مصالح الأطراف كافة، باستثناء إيران، تدرك روسيا الصعوبات أكثر من سواها، فالضربات الإسرائيلية الأكثر كثافة وضراوة لا تكفي لإخراج إيران، ولذلك ستعمل موسكو للحصول على ما يمكّنها من تحقيق هذا الهدف باتفاق سياسي مع طهران.
المصدر: صحيفة الحياة