بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
أثار التواجد الإيراني في مناطق سيطرة النظام ضجةً واسعة في الأوساط الاجتماعية السورية بكافة شرائحها، فقد تزايدت اللافتات والصور لرموز ملالي طهران في دمشق القديمة، فضلاً عن الطقوس المذهبية التي لم تألفها البلاد سابقا.
ورغم أنّ طهران تدرك الرفض الشعبي داخل سوريا، وبدأت تدرك جدية الرغبة الدولية بإخراجها من الساحة السورية، إلا أنها ترفض الخروج بخفي حنين، وتعمل على التغلغل في المجتمع من بوابة التشيع والمراكز الدينية.
وتشير الوقائع إلى انتشار الدعوات في محافظة حلب والمنطقة الشرقية للتشيع، الأمر الذي يمهد الطريق إلى صدام مذهبي فتحت إيران أبوابه واسعا ولن تغلق بسهولة.
وتعمل طهران على كسب الناس عاطفياً لاستكمال مشروعها بلباس طائفي، الأمر الذي قوبل بالرفض في كثير من الأوساط لاعتبارات ترتبط بالانتماء والهوية الوطنية والدينية.
وتظهر الصور الواردة الحضور الإيراني في بعض مساجد حلب، التي باتت ما يشبه الحسينيات، وأثار ملف إحراق جامع عمر بن الخطاب الفاروق في شارع بغداد مؤخرا حفيظة الشارع السوري، الذي رأى فيه تخريباً مقصوداً وبأيدٍ إيرانية.
ونشر "معهد واشنطن" تقريراً ترجمته صحيفة عربي 21 حول التغلغل الإيراني في سوريا على مختلف الأصعدة؛ العسكرية والسياسية والاقتصادية والدينية والثقافية.
وكشف التقرير عن مسارين للتغلغل الإيراني، الأول من خلال شراء العقارات وتغيير التركيبة السكانية وتطوير شبكات من الدعم بين دمشق والحدود اللبنانية، مع الهدف النهائي المتمثل في إقامة منطقة سيطرة جغرافية مماثلة لمعقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت.
أما الثاني؛ فيتمثل في تطبيق برامج اجتماعية ودينية واقتصادية تهدف إلى استمالة المجتمعات المحرومة التي قد لا تكون متفقة أيديولوجياً مع طهران ولكنها تفتقر إلى البدائل القابلة للتنفيذ.
ومن جملة ما جاء في التقرير؛ "تُستثمر الجهود الإيرانية إلى حدّ كبير من أجل تأمين دمشق وضواحيها والمنطقة الممتدة من مقام السيدة زينب إلى الحدود اللبنانية، ومن وجهة نظر طهران، يتطلب ذلك إجراء تغييرات ديمغرافية منهجية، فعلى مدار العام الماضي تمّ طرد المجتمعات السنيّة من منازلها التي تشغلها منذ زمن بعيد واستُبدل بها أشخاص موالون لكل من إيران ونظام الأسد".
كما لفت التقرير الذي نشر بداية العام الجاري إلى نقطة هامة وهي: "تقوم إيران بتحويل المساجد السنّية المحلية إلى مراكز ومقامات دينية شيعية، فضلاً عن بناء قاعات اجتماعات ومساجد ومدارس شيعية جديدة".
وتعتقد إيران أن إمكانية طردها عسكرياً ممكنة، لكن التغلغل الفكري مسألة غاية في الصعوبة إذا عرفت كيف تحافظ على أتباعها، فيما يرى آخرون أنّ مظاهر التغلغل اليوم، ستنعكس مستقبلاً على صدام فكري مذهبي لن تحمد عقباه.