بلدي نيوز
قالت صحيفة غارديان، إن القصف المتجدد على شمال غرب سوريا، سببه تجاذبات بين روسيا وتركيا لترسيخ مناطق نفوذهم في سوريا بعد أن أوشكت الحرب على الانتهاء، وذلك بحسب دبلوماسيين إقليميين.
بدأ القصف على إدلب منذ أسبوعين واشتد خلال الأيام الأخيرة مما دفع عمال الإنقاذ إلى وصفه "كارثة غير مسبوقة". وأثارت أعمال العنف مخاوف من مواجهة أخيرة، ومدمرة، في المنطقة الأكثر كثافة سكانية في سوريا، والتي توصف بأنها آخر معاقل الثوار.
ومع ذلك، قال دبلوماسيان غربيان رفيعا المستوى، إن احتمال شن النظام وروسيا لعملية برية تستهدف إدلب، احتمال ضئيل، مقارنة مع حملة عسكرية محدودة تسعى روسيا من خلالها للحصول على موطئ قدم لها في إدلب لقاء السماح لتركيا بتعميق منطقة سيطرتها الحالية إلى الشرق.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اتفقا في أيلول على الإشراف بشكل مشترك على منطقة منزوعة السلاح، تصل إلى عمق 15 كم تفصل بين النظام والثوار، بهدف إبقاء الجانبين متباعدين. أدى هذا الاتفاق إلى وقف الأعمال القتالية وأبقى إدلب، نسبياً، بعيدة عن القصف حتى منتصف نيسان.
وقال أحد الدبلوماسيين "هناك مقترح يقضي بتفاهمات جديدة بين روسيا وتركيا والنظام. سيتم بموجبه قضم المنطقة العازلة لمسافة تصل إلى 25 كلم لقاء السماح لتركيا بالاستيلاء على تل رفعت".
وتشكل تل رفعت، التي تسيطر عليها القوات الكردية، نقطة توتر لتركيا، وقال نائب الرئيس التركي، فات أوكتاي، يوم الأحد إنها هدفاً للقادة العسكريين الأتراك، مشيراً إلى أن "الاتفاق أن نتوقف عند تل رفعت. ولكن وفي حال استمرار الهجمات، سيتخذ الاتفاق شكلاً مختلفاً. الأمر الذي نناقشه مع روسيا".
وقال الدبلوماسي الغربي "الأتراك موجودون بالاتفاق الجديد، بطريقة ما.. هم على الأقل، يدركون جيداً الخطط الروسية".
من جانبه أشار لبيب النحاس، والذي كان على صلة سابقة بفصائل المعارضة إلى أن "الهجوم الأخير من جانب روسيا يعود لسببين رئيسيين.. وصلوا إلى عنق الزجاجة في عملية السلام في أستانا. وأدركوا أن الآليات الحالية لن تسمح لروسيا بتحقيق رؤيتها في سوريا".
يضاف إلى ذلك، تفكك نظام الأسد على جميع المستويات، سواء سياسياً، أو اقتصاديا، أو حتى اجتماعيا، ووصل الأمر إلى القطاعات العسكرية والأمنية في الآونة الأخيرة. ولذلك تدرك روسيا أن المكاسب المستدامة في سوريا لن تتحقق بالوضع الحالي، وتعمل على تغطية الوضع عبر شن هذا الهجوم.
,قال كريس ألبريتون، مدير الاتصالات في منظمة اللاجئين الدولية "من الصعب شرح مدى صعوبة الكارثة الإنسانية التي تلوح في الأفق في حال لم يتم التدخل لفعل شيء ما للناس الذين فقدوا معظم ما يمتلكون".
وأضاف "إدلب هي الملاذ الأخير للسوريين الذين أُجبروا على الهروب من الحرب. تضاعف عدد سكان المدينة من 1.5 مليون نسمة ليصل إلى 3 مليون. وفوق ذلك، يعتمد ثلثي السكان يعتمد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة".
المصدر: أورينت نت