بلدي نيوز- (لانا عبد الحميد)
أن تنحاز لإنسانيتك؛ هذا أمرٌ طبيعي وبديهي، لكن أن تكون عنصرياً طائفياً، فهو الأمر المستهجن تماماً، في المقابل، أن تكون كارهاً للأشخاص الذين لا ينتمون لعرقك ودينك، أو بيئتك الاجتماعية؛ حكماً ستكون ضحية كرهك.
القانون كالتالي؛ لا يمكنك أن تكون سعيداً وأنت وحيد، إن كان الآخر لا يملك مستقبلاً، فأنت بالمقابل لا تملك مستقبلاً مثله، إذا الآخر لا يملك الحب أيضاً أنت لا تملكه، العالم كله لنا أو لا، بهذا القانون قدم لنا "الأخوان ملص" فيلماً وثائقياً قصيراً بعنوان "لون القمر" وصل لمرحلة النصف نهائي في مسابقة مهرجان "festpro" في فرنسا، ضمن قائمة الفيلم الوثائقي القصير لحقوق الإنسان.
يقول "أحمد ملص" في حديث لبلدي نيوز عن الفيلم؛ "الفن مهمته في الحياة أن يلتقط الأشياء كما هي، وينقل الواقع على حقيقته، ويطرح الأسئلة ويترك الحكم للجمهور، قصة الفيلم حدثت أمامنا بكل تفاصيلها، في مركز الاندماج للاجئين؛ فمدير المركز تعرض لشخص أفريقي وقال له أنتم السود دائماً تتأخرون، وكنا شاهدان فقررنا ألا نصمت عما حدث؛ فوجدنا الحل الوحيد هو أن نلجأ للكاميرا ونوثق الأحداث كما حصلت، واتجهنا للمحاكم والجمعيات المسؤولة عن العنصرية".
ويضيف ملص، "الفيلم يتحدث عن كيفية شعور لاجئين سوريين تجاه شاب تعرض للظلم أمامهما في بلد الحريات".
وأردف الممثل السوري، "مع تحفظي أن فرنسا يوجد بها ٩٥٪ من الأشياء الإيجابية، ولكن مهمة الفن أن تضع يدك على الوجع، كما قال الشاعر المصري أمل دنقل: "الفنان يجب أن يكون معارضاً بالفطرة لأنه دائماً يحلم بواقع أجمل".
يقول ملص: "الفن على مر العصور يقدم الأشياء الهامة للحياة، كفن شارلي شابلن الذي مازال يقدم فنه لنا إلى هذا اليوم، الفن ليس آنياً فقط بل يبقى يجسد جميع الحالات على مر الزمن".
ويرى "الأخوان ملص" أن الفن في بعض الأحيان وجهة نظر، وصدمة كبيرة ويترك أسئلة عميقة، الفن ليس دائماً رفاهية كما يراه الأغلبية.
ويشيران إلى أن مهمة الفن التحريض على بناء الأفضل، وليست من مهامه أن يصلح المجتمع آنياً.
يقول الأخوان ملص: "نحن كأخوين لا نصنع الأفلام لنغير وجهة نظر الغرب عن العرب أو اللاجئين، نحن لم نضع أنفسنا كضحايا، ونرى أنفسنا شابان مستقلان نعمل بالفن بإحساسنا كما نشعر حول الأحداث، نتعامل مع الفن كما الحب هذه وجهة نظرنا التي نقولها دائماً، نحن نشعر بالوقائع والأحداث وعلينا روايتها".
ويختتم الأخوان ملص حديثهما عن أخر عروضهما بالقول؛ "يوجد عرض مسرحي اسمه "اللاجئان" بمهرجان كبير بمدينة "كبك" في كندا، اختارونا من بين مشاركين كثر من العالم، كما تلقينا دعوة من فرقة إيطالية لنشارك كشابين سوريين في مسرحية بإيطاليا، أما بالنسبة للأفلام نحضر لمشروع فيلم روائي قصير اسمه "كانت بقايا للغرام".