فورين بوليسي: محور محادثات سوريا تحول إلى إطلاق سراح السجناء - It's Over 9000!

فورين بوليسي: محور محادثات سوريا تحول إلى إطلاق سراح السجناء

Foreign Policy – ترجمة بلدي نيوز
في خضم اتفاق وقف الأعمال العدائية "الهش"، قال أحد كبار الدبلوماسيين الدوليين الخميس أن المفاوضات سوف ترتكز على تأمين الإفراج عن عشرات الآلاف من المعتقلين الذي تحتجزهم حكومة بشار الأسد، من المدنيين والثوار الذين يقاتلون للإطاحة به.
وقال مبعوث الأمم المتحدة غلى سورية، ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحفي في جنيف: "إن الكثير من العائلات... على كلا الجانبين تعاني"، وقال الدبلوماسيون أنهم يحاولون إنشاء "آلية خاصة" بين الأطراف المتحاربة لإضفاء الطابع الرسمي على عملية إطلاق سراح السجناء. وتؤكد المعارضة السورية أن لديها قائمة من 150.000 ألف معتقل محتجزين حالياً من قبل النظام السوري.
وجاء هذا الاعلان بعد انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات الغير مباشرة في جنيف بين مسؤولين من نظام الأسد وممثلين عن المعارضة السورية.
وكانت نتائج المحادثات متواضعة – كما وجهز دي ميستورا ورقة عمل من 12 مبدأ مشترك ومن ضمنها: رفض الجانبين للإرهاب، الحفاظ على سيادة سورية، وأن تكون الدولة السورية ديمقراطية وغير طائفية من بين مسائل أخرى لا جدال فيها إلى حد ما.
الورقة التي حصلت عليها صحيفة "الفورين بوليسي" توضح تماماً أن الجانبين لم يتفقا على كيفية رحيل الأسد كجزء من عملية الانتقال إلى حكومة جديدة- ويمكن القول أنها القضية الأكثر إثارة للجدل في حرب استمرت لخمس سنوات.
ومع ذلك، فإن التركيز مجدداً على المعتقلين هو فوز كبير للمعارضة السورية وممثلتها الهيئة العليا للمفاوضات، والتي كانت تدفع المفاوضين بهذا الاتجاه، بالإضافة إلى وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" والذي كان يدعو إلى إعطاء الاولوية لهذه المسألة.
وقال سالم المسلط الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة: "يجب أن يكون موضوع المعتقلين في سجون النظام على طاولة المحادثات حين يلتقي السيد كيري ولافروف، في اشارة الى اجتماعات كيري في موسكو يوم الخميس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، أن إدارة أوباما تنظر إلى موضوع إطلاق سراح المعتقلين كأولوية، وتعتبرها أداة رئيسية للحفاظ على المعارضة السورية في المحادثات، وأضاف "إنها نوع من إجراءات بناء الثقة التي يمكن أن تساعد حقاً في الحفاظ على قوة المحادثات، وهو أمر كنا قد تحدثنا كثيراً عنه، ولكن يبقى من غير الواضح إذا كان النظام السوري سيوافق على الإفراج عنهم"، وأضاف: "لقد فهم الروس مدى أهمية الموضوع للولايات المتحدة وللمعارضة السورية ونأمل أن يقوموا بإيصال ذلك إلى النظام السوري".
وقال مسلط أن لدى الهيئة قائمة بأسماء 150.000 ألف معتقل تحتجزهم الحكومة السورية وأنها تريد إطلاق سراحهم، بدءاً بالنساء والأطفال، وأضاف: "لقد تلقينا وعداً من السيد كيري بانه سيعمل بجد على الموضوع، لأن لا أحد يود أن يرى أطفالاً ونساءً في السجن من دون سبب".
ويضيف "مسلط" أن العديد من السجناء الذين يحتجزهم الأسد قد اعتقلوا بعد مشاركتهم في احتجاجات سلمية ضد نظام الأسد، ورغم أنه يدرك أن الهيئة من غير المرجح أن تضمن الإفراج الفوري عن نصف الأسماء على قائمته، ولكن أي إطلاق سراح سيكون له أهميته، فحتى إطلاق سراح 150 معتقلاً من النساء والأطفال، سيكون مصدر ارتياح بالنسبة لنا، حيث قال: "أي عدد يعني شيئاً لشعبنا لأنه في كثير من الحالات، السجن هو تعذيب".
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في جنيف، قال دي ميستورا أن الجولة القادمة من المحادثات يجب أن تبدأ في 9 نيسان، وأشار إلى أنه شعر بالتفاؤل، حيث قال: "لقد تمكنا من التغلب على هذين الأسبوعين دون أي انسحابات أو دراما، ويحتمل أن يكون هناك ورقة عمل لا يتم رفضها من أي الطرفين"، وأضاف أن وقف الأعمال العدائية بين النظام والثوار، والذي بدأ منذ شهر تقريباً، جعل من الأسهل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة.
وفي الوقت نفسه، في موسكو، أشاد كيري قبيل اجتماعاته مع المسؤولين الروس، "بالقرار الحاسم جداُ بما يتعلق بسحب روسيا قواتها من سورية"، وفي وقت سابق من هذا الشهر، مازح بوتين كيري لحمله حقيبته الخاصة عند نزوله من الطائرة، وأشار إلى أن ذلك قد يكون علامة على تراجع دور أمريكا، حيث قال الرئيس الروسي: "من جهة كان سلوكه ديمقراطياً، ولكن من ناحية أخرى -ظننت أن الوضع في الولايات المتحدة ليس على ما يرام- وأنه ليس هناك أحد متوفر لمساعدة وزير الخارجية الأمريكي على حمل حقيبته"، وكانت التعليقات مسلية بعض الشيء نظراً لانخفاض أسعار النفط والعقوبات الاقتصادية التي سحقت الاقتصاد الروسي.
وأضاف بوتين حينها: "يبدو أن هناك شيء ما في حقيبة كيري، لا يثق أن يتركه مع أي شخص آخر، وتابع الرئيس الروسي: "ربما جلبت لنا بعض المال لنساوم على المسائل الرئيسية".
ورد كيري في غموض: "عندما نحظى بلحظة خاصة، سوف أظهر لك ما في حقيبتي، وأعتقد انك سوف تتفاجأ"، ولم يقدم وزير الخارجية الأمريكي أية تفاصيل أخرى.
ويأتي هذا التقدم الدبلوماسي وسط جهود من قوات النظام السوري لاستعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية، التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي، وبدأ الهجوم الشهر الماضي بمساعدة الضربات الجوية الروسية، حيث يسعى النظام لاستعادة منطقة مهمة استراتيجياً بين المدينة المتنازع عليها في دير الزور ودمشق.
كما يتزامن هذا الهجوم مع عمليات بدأتها الحكومة العراقية من شأنها أن تمهد الطريق لهجوم أوسع على المدينة التي يسيطرعليها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال الموصل.

مقالات ذات صلة

نظام الأسد يدين دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا بالصواريخ البالستية

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

رأس النظام يعين فيصل المقداد نائبا له

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا