بلدي نيوز
تناول مقال صحفي لجريدة القدس العربي، الأهداف الإيرانية التي تجعلها تظهر اجتماعاتها العسكرية في سوريا، كما جرى خلال الأيام الماضية، عندما اجتمع في دمشق قيادات أركان كل من الجيش الإيراني والعراقي والسوري التابع لنظام الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المؤتمر العسكري الثلاثي الذي قادته إيران المحاصرة، عبّر عن أهدافه الظاهرة من خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد في دمشق، حيث اعتبر وزير الدفاع علي أيوب أنه "سيتم التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية بالأسلوبين المعتمدين من "الدولة السورية".
وأشار إلى أن من بين هذه الأهداف؛ "المصالحات الوطنية أو تحرير الأراضي التي تسيطر عليها بالقوة".
أما رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، فقد حرص على إعلان امتلاك إيران لمئتي ألف مقاتل في سوريا والعراق، وأنه تم تدريبهم وتجهيزهم عسكريا، وتدفع الحكومة العراقية رواتب مئة ألف منهم، وتتولى إيران دفع رواتب الباقين، وهذه رسالة متعددة الأهداف والجهات.
وأضافت الصحيفة، أن عقد رئاسات أركان الجيوش الإيرانية والعراقية والسورية اجتماعا عسكريا في دمشق، هدفه سياسي وإعلامي أكثر منه عسكريا، وقد قيل إنه تركز على بحث مستقبل القوات الكردية المسماة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
كما جاء في بيان لوزير الدفاع في جيش الأسد، تخيير قوات سوريا الديمقراطية بالتفاهم السلمي لدخول القوات السورية الأسدية إلى تلك المناطق، أو الخيار العسكري، أي دخولها بالقوة العسكرية، وهو يعلم أن الخيار بيد أمريكا لا بيد قوات سوريا الديمقراطية إطلاقاً، وهذا يؤكد أن كلامه يحمل رسالة سياسية لأمريكا، إذ لا تملك هذه الدول الثلاث أن توجه رسالة عسكرية جدية لأمريكا.
واللافت للنظر، وفق الصحيفة، أن الاجتماع العسكري الثلاثي، ورغم انعقاده لبحث القضية الكردية في سوريا والمنطقة، حسبما هو معلن؛ إلا أن تركيا كانت بعيدة عن ذلك الاجتماع، كما أن روسيا لم تحضر مؤتمر الأركان الثلاثي، وفي ذلك رسالة من إيران لروسيا وأمريكا وتركيا، بأن بأيديها أوراقاً يمكن من خلالها عرقلة الجهود الدولية التي تستثني إيران في سوريا، وأنها يمكن أن تسير بحلول عسكرية تحقق لها ولحلفائها السيطرة أكثر، فرئيس الأركان الإيراني يتحدث بكل جرأة بأن لدى إيران قوات مسلحة تحت سيطرتها وأوامرها تقدر بمئة ألف في العراق ومثلها في سوريا، أي أن لإيران مئتي ألف مقاتل في المنطقة، وقادرة على أن تخوض بهم حروبها الاقليمية المقبلة.
واعتبرت الصحيفة أن التهديدات التي وجهت لقوات "قسد"، المقصود بها الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، فرسالة التهديد موجهة لأمريكا، فهي الداعم الرئيسي لهذه لقوات، وعليها تراهن أمريكا لإبقاء قواتها العسكرية في سوريا، ومن المؤكد أن أمريكا لن تقبل التهديد السوري، كما أنها رفضت العروض التركية بشأن هذه القوات، بل وعدلت من خطة انسحابها من سوريا لحماية مصالحها وحلفائها معاً، فالرسائل المتبادلة بين محور إيران وأمريكا قد تكون هي الخيار الأمريكي الأخير لحماية قوات سوريا الديمقراطية عن طريق بشار الأسد ومحور إيران أولاً، ولإخراجها من التهديد التركي ثانياً، لأن أي تحرك سيكون في مواجهة أمريكا وإيران معاً.
المصدر: القدس العربي