بلدي نيوز - (إبراهيم حامد)
يعاود أهالي درعا جنوب البلاد، تكرار ذات السيناريو الذي أفضى للثورة الشعبية في سوريا في آذار عام 2011، على الرغم من إحكام النظام سيطرته على المحافظة قبل أشهر.
فخطَّ مجهولون، عبارات على جدران مبان حكومية وبعض المحال التجارية مجدداً، في بلدة المزيريب بريف درعا، تناهض النظام وتؤكد على شعارات الثورة، من بينها "الثورة مستمرة، يسقط بشار، الموت ولا المذلة".
وتؤكد تلك العبارات مدى الاحتقان الشعبي في الشارع المدني جنوب البلاد، الذي أُجبر على سياسة الأمر الواقع، بعد سيطرة النظام على كامل محافظة درعا والقنيطرة، وتطبيقه لذات السياسات التي أدت لاندلاع الثورة من الاعتقالات العشوائية والانتهاكات بحق المدنيين.
فشل الاحتواء
اعتبر ناشطون أن مجرد سيطرة النظام على محافظات كانت مهد الحراك الثوري، وخزانه البشري، بشكل عسكري دون أي تفاهمات سياسية حقيقية، أو عمليات إصلاح جذرية، سوف يعيد إنتاج ذات الأسباب التي أدت لانطلاق الثورة في سوريا.
وقال أحد الناشطين في درعا -فضل عدم ذكر اسمه- لبلدي نيوز "إن النظام يطبق ذات السياسة الأمنية والعسكرية في التعامل مع المدنيين في درعا، فالنظام ليس معتاد على التفاوض أو السياسة إنما يسعى إلى تثبيت وجوده بقوته العسكرية فقط".
وأضاف أن عمليات الاعتقال طالت مئات الشباب خلال الأشهر الماضية في درعا ممن شاركوا في الحراك السلمي أو المسلح ضد قوات النظام، بالإضافة إلى فرض عمليات التجنيد الإجباري على شباب المحافظة على الرغم من عدم انقضاء المهلة المحددة بستة أشهر في التسوية".
وأشار إلى أن تلك "الممارسات ستعيد انتاج الحراك الشعبي السلمي بشكل أقوى وأكثر حنكة وقدرة على التعامل مع الظروف الأمنية في سوريا، مستغلين بذلك الخبرات التي حصل عليها مشغّلو الحراك السلمي منذ بداية الثورة إلى الآن، والذين بقيَ العديد منهم داخل درعا والقنيطرة ورفضوا التّهجير القسري للشمال السوري".
حراك عسكري
في سياق متصل، برزت مؤخرا، صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تحت اسم "المقاومة الشعبية" لتتبنى عدة عمليات أمنية استهدفت عناصر وحواجز للنظام في مناطق متفرقة من درعا.
في حين أبدى ناشطون خشيتهم من أن تكون هذه الصفحات والعمليات العسكرية، مدبرة من قبل النظام بهدف جذب الشباب المعارض للنظام بهدف التخلص منهم، والإبقاء على الفئة الرمادية التي تسير وفق مصالحها.
ولم يتحقق بعد من أمر "المقاومة الشعبية" وما أجندتها أو سياساتها في الجنوب السوري وفق ناشطين، وسط خشية من قبل أهالي الجنوب بأن تكون فخاً لإيقاع المعارضين مجددا في يد النظام.