بلدي نيوز- (أشرف سليمان)
أثار فتح معبر "نصيب - جابر" الحدودي بين سوريا والأردن، ردود فعل مختلفة في أوساط الإعلاميين والسياسيين والناشطين السوريين والأردنيين، من المؤيدين والمعارضين.
وتظهر التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي استياء الموالين لنظام الأسد، بعد أن كانوا من أشد المنادين بفتح المعبر، لما له من تأثيرات على الليرة السورية والأسواق.
وبحسب التعليقات؛ فإن "ما يحصل الآن يوحي بأن الأردن هو البلد الذي شهد حرباً وليس العكس، بعد أن تهافتوا على الأسواق داخل سوريا لشراء البضائع التي في معظمها مواد غذائية، لبيعها والمتاجرة بها في بلدهم".
وكانت ركزت وسائل إعلام النظام في تغطيتها بما يتعلق بافتتاح معبر "نصيب" على البعد السياسي، وفك العزلة عن النظام، بينما غاب الحديث عن الجانب الاقتصادي، ولم تتطرق في معظم تقاريرها إلى انعكاس هذا الأمر على الأسواق المحلية.
وفي الصدد؛ يرى الكاتب السوري المعارض غازي دحمان بأن "العالم بدأ يسير على سكة إعادة تأهيل الأسد"، حيث أكد في مقال له منشور في موقع "العربي الجديد"، على وجود رمزية ما للنظام من افتتاح معبر "نصيب – جابر"، حيث أنه "يشكل بداية مرحلة إعادة تأهيل نظام الأسد إقليميا.
وكانت الناشطة الفلسطينية الأردنية "فداء الزعتري" كتبت على صفحتها في فيسبوك في مقاربة للمشهد الذي بدا عليه جموع من الأرادنة وهم يتزودون بما جادت عليهم أسواق سوريا فقالت؛ "تزودوا من خيرات من رحلوا، فدماؤهم ستلعنكم".
وأضافت، "وأخيرا ذهبتم إلى هناك، نعم كانوا ينتظرونكم منذ 7 سنين أن تأتوا وأخيراً ذهبتم إلى هناك، نعم كانوا ينتظرونكم منذ 7 سنين أن تأتوا، ولكن من كان ينتظركم جلهم استشهدوا أو هاجروا أو غرقوا".
وتضيف، "نعم ذهبت سياراتكم وتكدست على الحدود لتتزود بالبطاطا والتفاح الذي نبت من أرض خضبتها دماء الشهداء، فهل ستقولون لأطفالكم إن البطاطا التي أكلوها قد يكون تحتها قبر جماعي دفن فيه أقرانهم، ستلعنكم دماء الشهداء، وسيلعنكم اللاعنون".
من جهتها رأت صحيفة الدستور الموالية للحكومة الأردنية في فتح المعبر، طاقة فرج من الأزمة الاقتصادية المستفحلة في الأردن من جهة، واستعادة سورية لعافيتها بعد أن مرت عليها سبع عجاف" على حد وصفها.
الأستاذ "هاني صبرة" أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات العامة، المتواجد في الشمال السوري قال لبلدي نيوز: إن روسيا تحاول في هذه الفترة وخاصة بعد اتفاقية "سوتشي"، وتجميد القتال حالياً مع المعارضة و "داعش"، أن تعوم النظام من خلال الاقتصاد والتجارة، وتشرف هي على الاقتصاد السوري والتحكم به كي لا يسبقها إليه أحد، وكذلك تحاول أن تعيد الأسد إلى الحضن الإقليمي العربي".
ويضيف "لذلك سعت بجهد لفتح الطرق الدولية والمعابر، فرأينا خطو ة فتح معبر نصيب مع الأردن، ومعبر القنيطرة مع "إسرائيل"، وكذلك من المنتظر فتح معبر البوكمال بالقريب العاجل، بعد زيارة وزير الخارجية العراقي إلى دمشق".
لافتا إلى أن المعابر الشمالية للمعارضة، والطرق الدولية الواصلة إلى تركيا، جزء من اتفاقية "سوتشي"، وختم حديثه بالقول؛ "للأسف نتيجة شتات المعارضة وتشرذمها، أعطت الضوء الأخضر للدول لعودة العلاقات مع النظام من خلال التجارة والاقتصاد".