بلدي نيوز
برّر نائب قائد فوج الصواريخ الروسية المضادة للطائرات في سوريا، إسقاط الطائرة الروسية ومقتل أفراد طاقمها، بأن الإسرائيليين استخدموا نظام "التمويه الجوي" فتجمعت قاذفاتهم حول الطائرة الروسية الضخمة "إيل 20"، على شكل "كومة" فحوّلوها ضحية لعمليتهم.
وقال مقدم الدفاع الجوي، "فيكتور خوستوف"، المشارك في العمليات العسكرية في سوريا، لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية أمس الثلاثاء: "لقد تسترت الطائرات الإسرائيلية المغيرة خلف طائرة الاستطلاع الروسية IL-20، فاندمجت علامات تعريف كل من طائرتي الاستطلاع IL-20 وطائرات F-16 الإسرائيلية. ولم يتمكن السوريون من ضربهم بواسطة صواريخ S-200 في تلك اللحظة، لأن نظام تعريف (الغريب) المخيط في أدمغة أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، لم يسمح بذلك. لكن هذا النظام معد فقط لمنع إطلاق الصاروخ من تلقاء نفسه، ولكن عندما يتم إطلاقه بالفعل، لا يمكن إعادة توجيهه".
وأضاف قائلا: "ومع ذلك، فإن الصاروخ نفسه مرتب بحيث يتلقى رأسه القتالي الإشارة الأقوى الصادرة من الأهداف الموجه نحوها، وسطح طائرة IL-20 أكبر بكثير من سطح المقاتلة الإسرائيلية، بطبيعة الحال يعكس إشارة أقوى، فيلتقط الصاروخ هذه الإشارة ويعتبرها الهدف الأقوى، فيتوجه تلقائيا إليها من أجل تدمير الجسم الصادرة منه".. "عندما قامت المقاتلات الإسرائيلية بتغيير مسارها، ظهرت على شاشة رادار S-200 هناك علامة طائرات (غريبة) ففتح الدفاع الجوي السوري النار. وهنا، أنا متأكد من أن طائرتنا استهدفت بصاروخ (صديق)".
وأشار الضابط في تصريحاته بشكل غير مباشر، إلى قلة خبرة المتخصصين في إطلاق الصواريخ في قوات النظام، قائلاً: "لا ننسى أن منظومات S-200 هي سلاح قديم. وتدريب المتخصصين في الدفاع الجوي السوري، على أقل تقدير وبكلام ملطف، غالباً ما نتمنى أن يكون أفضل مما هو عليه بالفعل".
وحول ما إذا كانت طائرة إيل مزودة بنظام تحذير من هجوم صاروخي من الأرض أو من الجو؟ قال المقدم "خوستوف": بالطبع، هناك نظام تحذير من هجوم صاروخي على متن هذه الطائرة، لكن من الصعب أن نتخيل قيامها بمناورة سريعة للهروب من صاروخ يطاردها... لأنها آلة جوية ضخمة، حيث تبلغ مساحة الجناح الواحد 14 مترا مربعا، فهي ليست مقاتلة صغيرة يمكنها الالتواء والهرب بعيدا".
ورداً على سؤال لماذا لم تقم طائرة إيل بمناورة واحدة مضادة للصواريخ، على الأقل؟ قال الضابط المتخصص في الدفاع الجوي: "على أي حال، إن مرتكبي هذه المأساة هم الإسرائيليون. هم الذي قاموا بالاستفزاز ويجب أن يتحملوا المسؤولية عن ذلك".
وعن كيفية تحميل الإسرائيليين المسؤولية، قال المسؤول الروسي: "تصريحات وكلمات العزاء ببساطة، ستكون قليلة بالطبع وبالفعل. تساهلنا مع بني إسرائيل أطلق لهم العنان! وعندما نسأل لماذا نسمح لهم باختراق المجال الجوي السيادي لسوريا.. نجيب بطريقة ما إن دفاعاتنا الجوية لا تغطي سوى قواعدنا في حميميم وطرطوس ومجموعتنا البحرية في طرطوس، لكن بعد هذه المأساة، سيكون من المنطقي أن نعلن عن إغلاقنا سماء سوريا بوجه الضيوف غير المدعوين وسنقوم بالتعامل معهم كطائرات معادية".
ونوّه أنه "بطبيعة الحال، سنكون بحاجة لثلاثة أضعاف أنظمة الدفاع الجوي الموجودة بحوزتنا حاليا لإغلاق كامل الفضاء الجوي فوق سوريا".
وأُسقِطت أول أمس الاثنين طائرة عسكرية روسية من طراز إيل -20 على متنها قرابة 15 جنديا روسيا قتلوا جميعهم، بصاروخ إس 200 أُطلق من قبل الدفاعات الجوية التابعة لنظام "الأسد"، خلال تعرض عدة قواعد تابعة للنظام وإيران لهجوم صاروخي إسرائيلي.
ومنذ تدخلها في سوريا عام 2015، تغض روسيا الطرف عن الهجمات التي تشنها "إسرائيل" على نظام الأسد في سوريا، والتي تصل إلى نحو 200 غارة خلال العامين الماضيين استهدفت في الغالب مليشيات إيران وميليشيا "حزب الله" اللبناني، وهما من أوثق حلفاء النظام.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا + بلدي نيوز