"داعش" يعود إلى الواجهة مجددا من بوابة البادية السورية - It's Over 9000!

"داعش" يعود إلى الواجهة مجددا من بوابة البادية السورية

بلدي نيوز - (عمر حاج حسين)
تتجه الأنظار اليوم إلى عودة تنظيم الدولة "داعش" إلى الساحة السورية لاسيما في البادية الشرقية وجنوب العاصمة دمشق، عقب إقصاء فصائل المعارضة السورية من جيوب العاصمة، وإفساح المجال أمام التنظيم للتوسع بالمنطقة، وتعزيز قواته، بالتزامن مع انشغال طائرات روسيا ونظام الأسد بقصف وتهجير ما تبقى من القلمون، ويأتي ذلك النشاط المتجدد للتنظيم عقب الإعلانات المتكررة من قبل روسيا ونظام الأسد بقضائهم على التنظيم وطرده من كامل الأراضي السورية، وإعلان إيران لانتهاء الحرب في سوريا وسحقها للتنظيم.
في الثامن من الشهر الجاري أبريل/نيسان، تمكن تنظيم "الدولة" من قطع طريق دمشق - بغداد عقب معارك عنيفة خاضها الأخير مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية في البادية السورية، وتمكن من التوسع في المنطقة والسيطرة على منطقتي (السبع بيار، وحاجز ظاظا) الاستراتيجيتين في البادية، ضمن محافظة ريف دمشق، بالإضافة إلى منطقة بئر الغاز بريف حمص، إثر هجوم واسع شنّه التنظيم مدعوماً بعربات مفخخة.
العقيد "محمد أبو نضال" القيادي العسكري في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، يقول لبلدي نيوز، أن "إعادة تنشيط تنظيم "الدولة"، في الوقت الراهن، يُعد تأخيرا للحل السياسي القادم وذلك تبعاً لمصلحة إيران لتبقى بالمنطقة لفترة أطول، وأن الدور الأمريكي في تقدم، وإعادة تفعيل داعش ما هو إلا لكسب أموال إضافية من بعض دول الخليج العربي".
ورداً على سؤال ما إذا كان التنظيم سيستطيع المحافظة على توسعه في ظل النقص العددي الموجود لديه، يقول العقيد: "تنظيم الدولة يعتمد على خلاياه النائمة التي تنشط في الأماكن التي ينحسر منها هذه ناحية، ومن ناحية أخرى تعمل الولايات المتحدة على مساعدة التنظيم بصورة غير مباشرة، وذلك للحفاظ على أماكن سيطرتها في شرق سوريا والتوسع في تلك المنطقة، فضلاً عن دفع الولايات المتحدة للتنظيم لمقاتلة النظام، لاسيما بعد أن سوّق الأخير استلام الكم الهائل من الأسلحة من القلمون الشرقي جنوبي دمشق".
وفي مطلع الشهر الجاري، عادت منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق إلى الواجهة الإعلامية، وذلك خلال طرح مبادرة من نظام الأسد وروسيا وفصائل المعارضة السورية العاملة بداخلها، لإيجاد حلٍ للتسوية من شأنها نزع فتيل حرب جديدة يهدد بها النظام لإخضاع المنطقة وتهجير أهلها، كما فعل بالعديد من مناطق ريف دمشق في الأعوام الماضية، حيث يدرك الأخير وروسيا وإيران أهمية منطقة القلمون الشرقي الجغرافية، والتي تقع على مفترق طرق هامة تؤدي إلى البادية السورية، لذلك من المتوقع أن يضعوا كل ثقلهم من أجل نزع أنياب فصائل المعارضة التي يُعد "جيش الإسلام" أكثرها تسليحاً وقدرة على المقاومة.
يقول الناطق الرسمي باسم قوات "الشهيد أحمد عبدو" سعيد سيف لبلدي نيوز، أن "نظام الأسد باشر بإعادة تفعيل تنظيم "الدولة" في سوريا وذلك من بوابة ريف حمص الشرقي وريف السويداء الشرقي، وكان مؤشرات ذلك، وصول التنظيم لمناطق في القلمون الشرقي بريف دمشق، فنظام الأسد يناور مع المجتمع الدولي هو وحليفه الروسي بأنهم يحاربون الإرهاب بسوريا".
وأضاف "بقاء الأسد من بقاء داعش، والأخيرة باقية في المدى المتوسط، وذلك لعدم وجود قرار دولي بالقضاء عليها، وإقصاء فصائل الجيش السوري الحر في البادية السورية والقلمون الشرقية هو السبب الأهم بتمدد تنظيم "الدولة" وعودته من جديد".
وفي 19 نيسان/أبريل الجاري، بدأ نظام الأسد وحليفه الروسي حملة جوية على جنوب دمشق، عقب انهيار مفاوضات مع تنظيم "الدولة" الذي يسيطر على معظم المنطقة، وبدأ طيران النظام وروسيا بشن عشرات الغارات الجويّة على حي التضامن، ومخيم اليرموك، والعسالي، والحجر الأسود، واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والميلشيات الطائفية المساندة لها من جهة، وتنظيم "الدولة" من جهة أخرى، والذي يسيطر على مناطق جنوب العاصمة دمشق وسط قصف عنيف تمهيدا لاقتحام المنطقة من قبل "النظام" وميليشيات إيران، حيث جاء ذلك التصعيد عقب انهيار المفاوضات بين وفد من تنظيم "الدولة" والوفد الروسي، ووضع التنظيم شروطاً جديدة، بعد أن كان من المقرر خروج عناصر التنظيم إلى البادية السورية خلال 48 ساعة القادمة.
وبدأت قوات النظام بحشد قواتها والميليشيات الموالية لها على أطراف حي القدم والمناطق المجاورة لها، وكان أبرز المشاركين في تلك الحملة ميليشيا "درع القلمون" والتي تضم مسلحين من حي التل الدمشقي، واستطاع التنظيم من صد تلك الحملة العسكرية وقتل وجرح وأسر العشرات من القوات المهاجمة وتدمير العديد من الآليات العسكرية، حيث وصفت المعركة ب-(كسر العظام) لضراوتها، وعقب مضي يومين من الحشود العسكرية، أتمت فصائل القلمون الشرقي (جيش الإسلام وأحمد العبدو) الاتفاق المبرم مع روسيا وأنهوا تواجدهم بشكل كامل من القلمون وهجّروا بحافلات هم وعائلاتهم إلى الشمال السوري.
ومع بزوغ فجر أمس الأحد، تقدم تنظيم "الدولة" على عدة مواقع لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، وبسط سيطرته على مناطق (بئر الأفاعي، المنقورة، وسهلة، وجبل زبيدة) وذلك وسط انهيار مفاجئ لقوات النظام، والميليشيات الطائفية المدعومة من إيران، بعد هجوم واسع شنه عناصر التنظيم صباح أمس، حيث جاء التقدم عقب مضي يوم واحد من انسحاب فصائل المعارضة من تلك المواقع بموجب اتفاق مع روسيا يقضي بنقل المقاتلين للشمال السوري.
وتكمن أهمية منطقة القلمون الشرقي في وجودها بالقرب من العاصمة دمشق، حيث يسعى نظام الأسد إلى تأمين العاصمة من كل اتجاه، بعد أن يفرغ من الغوطة الشرقية، فضلاً عن وجود المنطقة على الطريق الواصل بين العاصمة ومنطقة البادية السورية التي باتت منطقة نفوذ روسي بسبب وجود ثروة كبيرة من الفوسفات وحقول الغاز. كما للمنطقة أهمية لدى الجانب الإيراني الساعي إلى فتح طريق بري بين طهران ولبنان لا بد أن يمر بالقلمون الشرقي، في ظل أنباء عن نيّة إيرانية إقامة أنبوب غاز يمر عبر العراق ومن ثم سوريا ليصل إلى البحر الأبيض المتوسط، وتقع منطقة القلمون شرقي الطريق الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حمص، وتضم العديد من المدن الهامة، كالضمير، والناصرية، والرحيبة، والقطيفة، وقرى وبلدات هي أقرب إلى منطقة البادية السورية.

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

القيادة المركزية الأميركية تعلن تنفيذ سلسلة من الضربات ضد معسكرات في البادية

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

إسماعيل بقائي "نؤكد أهمية الجهود المشتركة في ضمان أمن واستقرار المنطقة"

ما هدفها.. وصول ارتال عسكرية لقوات النظام باتجاه شمالي سوريا

حمص.. ميليشيا "فاطميون" تعثر على أحد قيادييها مرميا في "القريتين"