بلدي نيوز – (مصعب الأشقر)
التقى بلدي نيوز باللواء "عدنان سلو" رئيس أركان الحرب الكيميائية في سوريا سابقاً، وطرح عليه بعض الأسئلة فيما يتعلق بالهجوم الكيميائي الأخير للنظام في دوما، والرد العسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، وأجرى معه الحوار التالي:
س 1- هل تم تدمير الأسلحة الكيماوية في الضربة العسكرية الأخيرة للولايات المتحدة وحلفائها؟
ج - لم يتم تدمير شيء أبداً، حيث يوجد 27 نقطة للبحوث العلمية والدراسات تم تدمير 24 نقطة منها وبقي 3 حسب منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والنقاط الثالث المتبقية هي "جمرايا وبرزة وشمال مصياف"، وهذه المنشآت تحت الارض بحوالي 30 متراً، نعم دمرت الضربة أسطحة تلك المراكز وقتلت بعض العناصر، لكنها لم تصنع ضراراً حقيقياً.
س2- هل يمتلك نظام الأسد منشآت كيميائية ومراكز بحوث سرية غير معروفة؟
ج - أسلفنا ذكر المنشآت وهي تحت الأرض، ويوجد فيها مراكز أبحاث ودراسات ومواد كيماوية وسامة أولية، ويوجد فيها خبراء روس وإيرانيون وكوريون، ويمكن نقلها من منطقة إلى أُخرى بدون عناء.
س3- من أين يحصل الأسد على المواد الأولية لتطوير السلاح الكيماوي؟
ج - كان الروس يمدون سوريا إبان حكم حافظ الأسد بمواد كيماوية وكان وقتها الأسد يتفاخر بامتلاكه أسلحة تضاهي السلاح النووي الإسرائيلي، وكان يقصد بها ترسانة الأسلحة الكيماوية، وتلك الترسانة تطورات وتغيرت منذ السبعينيات وأهم مصادر المواد الأولية هذه، روسيا وإيران وكوريا الشمالية، إضافة لشركة ألمانية غير ملزمة بالحكومة الألمانية كانت تمد النظام بتلك المواد.
س4- لماذا ذهبت لجنة للمفتشين الدوليين إلى الموقع المستهدف بالكيماوي في دوما؟
ج - أنا نصحت اللجنة "لجنة التفتيش الكيماوية" بعدم دخول دوما لأن الروس طمسوا معالم الجريمة، والدلائل موجودة بعدد من الحالات منها الشخص المصاب بالسارين أو الكلور وهنا لا يجرؤ أي مصاب على التقدم للّجنة، بسبب وجود الروس الذين سيقتلونه إذا تقدم لتلك اللجنة، والضربة حصلت بـ 7 نيسان واليوم 16 نيسان، وجميع الدلائل اختفت، والغازات التي استخدمت تتبخر بعد نصف ساعة من استخدامها، وتصنف بغازات حربية سريعة الزوال بعكس الغازات التي تبقى لأشهر مثل الخردل.. ومن جهة أُخرى لا توجد أدلة في التربة على استخدام الغاز، وبالنسبة للدليل البشري مثل الدم والبول والجثة فذلك مستحيل مع تواجد الشرطة الروسية، والنظام سمح للجان التفتيش بالدخول لدوما بعد أن علم أن الدلائل اختفت.
س5- ما هي نتيجة الضربة العسكرية الثلاثية الأمريكية الفرنسية البريطانية على هذه المواقع؟
ج - الضربة عبارة عن استعراض لا أكثر، وإهانة لبوتين كما قال السفير الروسي بنيويورك، وشاهدنا السفن الروسية تهرب من طرطوس مسرعة.. أما من حيث تأثير الضربة على الأرض فكان تأثيراً مادياً مع احتمالية مقتل بعض العناصر، والنظام نقل كل معداته الحساسة والطائرات إلى اماكن آمنة وبالنسبة لمراكز البحوث فهي محصنة وغير متأثرة بتلك الضربة.
س6- لماذا استخدم النظام السلاح الكيماوي في دوما؟
ج - رغم حصار دوما وحرب الإبادة التي يشنها النظام، كان يوجد فيها 90 ألف مدني وحوالي 10 آلاف عنصر من جيش الإسلام كان لديهم الصبر على التحمل والصمود لفترات طويلة وخاصة أنهم اعتادوا على الحصار في السنوات الماضية، لكن قوات النظام حاولت بشتى الوسائل اقتحام دوما لاسيما من محور مزارع الريحان بقيادة سهيل الحسن، إلا أن الخسارات المتتالية لتلك القوات، أراد النظام الحسم بسرعة وإضعاف الروح المعنوية للمقاتلين في الغوطة وإخراجهم نحو الجبهات بالقوة ولهذا قصفها بالسلاح الكيماوي.
س7- هل تحب أن تضيف شيئاً أو أن توجه كلمة؟
ج – أقول إن كان هنالك فعلا مجلس للأمن يؤمن بالإنسانية؛ يجب تقديم بشار الأسد وأعوانه إلى محكمة الجنايات الدولية، ليتم عقابهم على ما ارتكبوه بحق الأبرياء السوريين.