بلدي نيوز – (متابعات)
قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "كان على حق عندما قرر توجيه ضربة لنظام الأسد في سوريا، لكن ذلك لا يعني أن المهمة قد أنجزت، كما جاء في تغريدة له"، ورغم التأييد الكبير للضربة الأمريكية الغربية إلا أن ذلك لم يمنع كبريات الصحف الأمريكية من وصف المهمة بـ"الناقصة وغير المكتملة".
وأضافت الصحيفة: "ترامب كان مُحقاً في الضربة والأماكن المستهدفة والمرافق الكيماوية والبيولوجية، ومشاركة بريطانيا وفرنسا في العملية كانت مهمة أيضاً"، واعتبرت أن طبيعة الضربة المحدودة "جاءت متماشية مع منهج ترامب في استخدام الحد الأدنى من العمل العسكري بسوريا"، وهو ما تمثل بنيّته سحب نحو 2000 جندي أمريكي من هناك، قبيل مجزرة دوما.
ورأت الصحيفة أن "ترامب يريد لدول حليفة، كالسعودية والإمارات ومصر وقطر، أن تعمل على سد فراغ انسحاب قوات واشنطن، وأن تعمل على وقف نفوذ إيران، وهو أمر غير صحيح بالمرة"، كما تقول.
وتتابع: "صحيح أن لهذه الدول إسهامات مالية، لكنها لا يمكن بأي حال من الأحوال العمل مع القوات المحلية في سوريا لتحقيق الاستقرار والسيطرة على امتداد الأراضي الواسعة التي تسيطر عليها أمريكا وحلفاؤها المحليين، وهي مناطق غنية بالنفط في شرق نهر الفرات"، بحسب "الخليج أونلاين".
ومن وجهة نظرها، فإن الضمان الوحيد لعدم تكرار الفظائع التي ارتكبها الأسد يتمثل في رحيل هذا النظام، "ولهذا كان من الخطأ أن يقول ترامب إن المهمة أنجزت؛ فالتحدي الذي يواجه المصالح الأمريكية في سوريا لم ينته بعد".
بدوره، علّق الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز"، بيتر باكر، على تغريدة ترامب التي قال فيها: "لقد أنجزت المهمة"، معتبراً أنها "العبارة التي تجنبها رؤساء وسياسيون على نحو مدروس منذ زيارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش حاملة الطائرات الأمريكية، وإعلانه من على متنها وقبل الآوان نجاح العمليات العسكرية في حرب العراق".
وأضاف باكر: إن "ترامب يجد نفسه مختلفاً عن سلفه باراك أوباما، فهو يرى أن هدفه من تلك الضربات هو إظهار قوة الموقف الأمريكي، والتذكير بأن التدخلات الأمريكية في الشرق الأوسط منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 كانت مضيعة للدم والمال".
وبرأي الكاتب فإن "ترامب لم يفعل الكثير"، فهو يحاول التوفيق بين إظهار قدرة الولايات المتحدة بوصفها القوة العالمية الأولى التي يتوجب عليها معاقبة نظام الأسد من جهة، وإرضاء الجمهور الأمريكي الذي سئم من محاولة حل مشكلات الشرق الأوسط من جهة أخرى.
ويرى "نوح جوتسكال" من منظمة أوكسفام الأمريكية في بيان له، أن استمرار إراقة الدماء وجرائم الحرب في سوريا تذكرة قوية بأن المدنيين يحتاجون دعماً أكثر من أي وقت مضى، ومع ذلك لا تزال إدارة ترامب تفتقر لاستراتيجية متماسكة لإنهاء النزاع، وبدلاً من ذلك سعت إلى خفض المساعدات الإنسانية وإغلاق الباب بوجه اللاجئين السوريين.
ويرى الكاتب أن نجاح المهمة التي تحدث عنها ترامب بإضعاف قدرات بشار الأسد الكيماوية، لا تعني عدم قدرته على شن هجمات جديدة ضد المدنيين، فالنظام سيلجأ كما كان يفعل دائماً إلى استخدام الوسائل التقليدية في قصف المدنيين.
ويتابع: "في الواقع، ترامب لم يفعل شيئاً لإجبار داعمي الأسد، روسيا وإيران، على دفع الثمن، كما أنه أبدى اهتماماً ضئيلاً بالحرب السورية".