بلدي نيوز – (نجم الدين النجم)
ردّ نظام الأسد على قصف مطار الشعيرات بريف حمص، السنة الماضية من قبل القوات الأمريكية، بقصف مدينة دوما بالغازات الكيميائية السامة بالتاريخ ذاته، ما اعتبره مراقبون، رسالة من نظام الأسد الذي تسانده روسيا للولايات المتحدة الأمريكية.
وشنت القوات الأميركية بتوجيه من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ضربات صاروخية ب59 صاروخ توماهوك على مطار "الشعيرات" بريف حمص، بتاريخ 7 نيسان/أبريل من العام الماضي.
وجاءت الضربة رداً على الهجوم الذي شنته قوات النظام بالأسلحة الكيمياوية في 4 نيسان/ أبريل في خان شيخون، بريف إدلب الجنوبي، الذي أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء، جُلهم من النساء والأطفال.
وأعلن ترمب آنذاك أن إدارته تشجب الهجوم البشع والمريع الذي وقع في خان شيخون، واعتبر أنه من غير الممكن قبول الأعمال المشينة التي يقوم بها النظام في سوريا.
وأضاف أن "قتل الأطفال الأبرياء بالغاز الكيمياوي انتهاك لما بعد الخطوط الحمراء" مؤكداً أن "تهديد إدارة أوباما لنظام الأسد بشأن السلاح الكيمياوي كان فارغاً"، مضيفاً "سلوكي تجاه الأسد تغير كثيراً بعد الهجوم الكيمياوي".
من جانبها حملت الاستخبارات الفرنسية نظام الأسد مسؤولية "الهجوم الكيماوي" في خان شيخون الذي أسفر عن استشهاد 100 مدني، وإصابة نحو 400 آخرين بحالات اختناق.
وقال تقرير المخابرات الفرنسية أنه تم التوصل لتلك النتيجة استنادا إلى عينات حصلت عليها من موقع الهجوم وعينة دم من أحد الضحايا.
ومن بين العناصر التي ظهرت في العينات مادة الهيكسامين وهي سمة مميزة للسارين الذي ينتجه نظام الأسد.
وقال التقرير، "تعتقد المخابرات الفرنسية أن أمر استخدام أسلحة كيماوية لا يمكن أن يصدر إلا عن بشار الأسد أو بعض أفراد حاشيته الأكثر نفوذا".
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، خمس هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا، نفذتها قوات النظام، بعد الهجوم الكيمائي في مدينة خان شيخون بريف إدلب، وسجل تقرير الشبكة ما لا يقل عن خمس هجمات بالغازات السامة، جميعها في مناطق دمشق وريفها، استخدم فيها قنابل يدوية مُحمَّلة بغاز يُعتقد أنه الكلور.
وأكد محققي جرائم الحرب التابعين للأمم المتحدة، أكدوا في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية 27 مرة خلال الحرب في سوريا، بما في ذلك الهجوم الفتاك على مدينة خان شيخون بريف إدلب.
وكانت روسيا اقترحت سحب الترسانة الكيميائية من نظام الأسد، للحيلولة دون تدخل أميركي محتمل، على خلفية انتهاك النظام لما أعلنته الولايات المتحدة خطا أحمر. إلا أن النظام واصل استخدام الأسلحة الكيميائية، رغم إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استكمال تدمير كافة مخزونات السلاح الكيميائي التي كشف عنها.
وتشكلت آلية تحقيق مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2015، وجرى تجديد تفويضها عاما آخر في 2016، وانتهت ولايتها يوم 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بإخفاق مجلس الأمن التمديد لها مجددا إثر استخدام روسيا حق النقض (الفيتو).
ويرى مراقبون أن نظام الأسد غير مبال ويأخذ الضوء الاخضر باستخدام الكيماوي من قبل روسيا، الداعمة الأولى له في ارتكاب جرائمه بحق السوريين.
يُذكر أن المدن والبلدات السورية تعرضت خلال هذه السنة، ومنذ الضربة الأمريكية للشعيرات -التي كانت تهدف لردع قوات النظام عن ارتكاب الجرائم بحق السوريين- لحملات عسكرية شرسة راح ضحيتها آلاف المدنيين، وسط عجز مجلس الأمن الدولي والدول الخمسة المسؤولة عن حفظ السلام والأمن الدوليين، عن إيقاف المذبحة المستمرة بحق الشعب السوري، على يد نظام الأسد وحلفاءه الروس والإيرانيين.