بلدي نيوز – (عمر يوسف)
اعتاد نظام الأسد في كل استحقاق سياسي أو جلسة لمجلس الأمن أن يفتعل أحداثاً دامية يدفع ثمنها المدنيون، حتى الذين يؤيدون نظام حكمه، في محاولة مستمرة لاتهام فصائل المعارضة وخلط الأوراق وإظهاره بمظهر الضحية.
وتزامنا مع المجازر الدامية التي يرتكبها نظام الأسد في الغوطة الشرقية، في ظل صمت عالمي مطبق يصل إلى حد التواطؤ، يسقط ضحايا مدنيون في العاصمة دمشق بين الحين والآخر، ليسارع نظام الأسد دون أي أدلة لاتهام فصائل المعارضة بقصف تلك المناطق وقتل المدنيين هناك، في محاولة لتأليب المدنيين بدمشق وصرف النظر عن سفكه دماء أهالي الغوطة.
فعند مساء اليوم الثلاثاء، قُتل 30 مدنيا في حي "كشكول" بمنطقة "الدويلعة"، ليسارع تلفزيون النظام بنقل الخبر واتهام المعارضة بإطلاق صاروخ من الغوطة، ما تسبب بمقتل هؤلاء المدنيين، في الوقت الذي قام موالون على صفحات التواصل بالمطالبة بـ "إبادة" الغوطة الشرقية من على وجه الأرض، فيما استشهد اليوم في مدينة "دوما" وحدها أكثر من 50 مدنيا بينهم نساء وأطفال في قصف للنظام وروسيا.
ويؤكد مراقبون للأحداث في الغوطة الشرقية أن نظام الأسد يقوم بين الحين والآخر بقصف مناطق سيطرته وقتل مواليه، لإيهام الإعلام وأنصاره بأن المعارضة في الغوطة الشرقية هي من تقتل المدنيين في دمشق، وذلك لتبرير حملته الوحشية التي يشنها منذ أكثر من عشرين يوما.
الصحفي السوري "أمين أبو صالح" قال لبلدي نيوز تعليقا على سقوط قتلى قرب دمشق: "لا أستعبد مطلقا أن يكون نظام الأسد من قتل المدنيين في حي كشكول، فقد شهدت دمشق حادثة مشابهة في بداية حملة نظام الأسد على الغوطة، عندما قتل مدينون في حي ركن الدين، حينها ادعى نظام الأسد أنهم قتلوا بقذائف المعارضة، بينما كذبه شهود عيان حضروا وأكدوا أن القصف كان بصاروخ طائرة وهو السلاح الذي لا تمتلكه المعارضة".
وأضاف "أبو صالح": "ما يقوم به نظام الأسد من مجازر دامية بحق المدنيين في الغوطة أثارت الحزن والألم في قلب كل سوري شريف، حتى ممن يسكن في قلب دمشق، وشاهدنا كيف تعاطف بعضهم بأوراق صغيرة تحمل عبارات تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك يعمد النظام إلى خلق الفتنة بين سكان دمشق وأهالي الغوطة بهذه المجازر الموقعة بيده الملوثة بدماء الطرفين".