بلدي نيوز – ريف دمشق (طارق خوام)
باتت جبهة "حرستا" عامة و"إدارة المركبات" خاصة؛ من أهم المعارك التي تشكل مصدر قوة وورقة ضغط بيد الثوار من الناحية العسكرية والسياسية في مواجهة قوات النظام وحليفها روسيا في المنطقة، بعد أن كانت آخر الجبهات العسكرية التي تتوقع فصائل الثوار في الغوطة الشرقية الوصول إليها، فأصبحت اليوم أشد الجبهات اشتعالا في ريف دمشق، بعد إعلان معركة "بأنهم ظلموا".
وتتواصل معارك "إدارة المركبات" في مدينة حرستا بريف دمشق الشرقي، دون إحراز أي تقدم من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة لها، التي تحاول كسر الطوق المفروض من فصائل الغوطة الشرقية على عناصرها المحاصرين داخل إدارة المركبات.
وتسعى قوات النظام وحليفها الروسي في حملتها الشرسة على الغوطة الشرقية؛ لإيصال رسالة إلى المعارضة في الخارج وفصائل الثوار، مفادها إجبارهم على حضور مؤتمر "سوتشي" في نهاية الشهر الجاري.
وكانت منصات المعارضة في الخارج والداخل رفضت المشاركة في مؤتمر "سوتشي" الذي لا ينص على رحيل الأسد، ومن خلال هذه المؤتمر تحدد الخاتمة العسكرية والسياسية للمنطقة، ودفع ذلك الرفض روسيا لاختيار الحل العسكري للضغط على الفصائل، فصبت جام غضبها على المدنيين في الأراضي السورية عامة والغوطة الشرقية خاصة، كما استهدفت الأماكن الحيوية في الغوطة الشرقية، فيما يحاول النظام تقليص مناطق سيطرة الثوار في الغوطة الشرقية في شرقها وغربها، إلا أنه ورغم المساندة الجوية واستخدام الأسلحة المحرمة لم يستطع التقدم في المنطقة.
وأكدت المعارضة السورية أنها لن تشارك في مؤتمر "سوتشي" إن لم يُفضِ إلى تحقيق انتقال سياسي ويوقف خروق النظام، ويضمن عودة اللاجئين، وفتح ملف المعتقلين لدى النظام السوري.
في حين أصدر نحو أربعين فصيلا عسكريا سوريا معارضا؛ من أبرزها "جيش الإسلام وحركة أحرار الشام" بيانا مشتركا أعلنت فيه رفضها القاطع لمؤتمر "سوتشي."
وتحاول قوات النظام أن تتعامل مع الغوطة الشرقية كما الحال في حلب، من خلال الاعتماد على العنف المفرط وسياسة الأرض المحروقة؛ لإجبار المدنيين على النزوح أو الاستسلام.
يذكر أن سبعة أشهر مضت على اتفاق "خفض التصعيد" الذي عقد في القاهرة، حيث ادعت روسيا أنها نجحت في تطبيقه من خلال رسالتها إلى المعارضة السورية: "إن أردتم إتمام اتفاق خفض التصعد عليكم القبول بـ(سوتشي) كما تم القبول بأستانا ومخرجاته، والتخلي عن جنيف".