بلدي نيوز – (صالح العبدالله)
شهدت مدن إيرانية عدة مظاهرات مناهضة للنظام الإيراني، طالبت بإصلاحات اقتصادية ومحاربة الفساد، والخروج من سوريا والالتفات إلى الوضع داخل إيران، ثم تطوّرت للمطالبة بتنحي الرئيس حسن روحاني ونظام الملالي عبر الشتائم للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، فهل سيستفيد السوريون من توسع المظاهرات في إيران، وهل سينعكس على مجريات الأحداث في سوريا.
حول هذا الموضوع قال الكاتب الصحفي اللبناني عبد الرحمن صلاح الدين، "السوريون سيستفيدون مما يحصل في إيران خاصة مع استمرار المظاهرات التي تختلف عما حصل من احتجاجات عام 2009، التي قمعها النظام الإيراني، ما يميز مظاهرات اليوم في إيران عن الماضي نقاط عدة وهي: في العام 2009 كان هناك انفتاح في العلاقات الأمريكية الإيرانية في زمن أوباما، على خلاف الوقت الراهن الذي نلحظ فيه توتراً بينهما وتصعيداً أمريكياً في عهد الرئيس ترمب، والنقطة الثانية هي أن إيران متورطة خارجياً بشكل أكبر مما كانت عليه في الماضي، من خلال تدخلها في سوريا واليمن والعراق".
وتابع صلاح الدين في حديثه لبلدي نيوز، "ثالث هذه النقاط هي المظاهرات في عهد رئيس من التيار الإصلاحي، فلم يعد يصدق الشارع الإيراني شعارات الإصلاح التي لم تطبق في الواقع، والنقطة الرابعة هي خيبة الأمل بالاتفاق النووي في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية".
وأكد صلاح الدين أن المظاهرات في حال استمرارها ستضع النظام الإيراني أمام جبهتين خارجية وداخلية، وسيضطر إلى التخلي عن إحداهما، وهنا تكمن الفائدة للمعارضة السورية، فإن تخلي النظام الإيراني عن الجبهة الخارجية سيضعف النظام الذي يعتمد وإلى حد كبير على الميليشيات الإيرانية في عموم المواجهات مع المعارضة".
وختم صلاح الدين حديثه بالقول، "إذا ما دعمت الولايات المتحدة الأمريكية المظاهرات في إيران فسيكون هناك تحول كبير في إيران، وأرى أن ترمب سيجد فيها فرصة ذهبية يقوي سلطته على البيت الأبيض، بانتصار خارجي".
وتشكل الميليشيات الإيرانية ركيزة أساسية يعتمد عليها نظام الأسد للتصدي للمعارضة في مختلف الجبهات في سوريا، فالجبهة التي تغيب فيها الميليشيات الإيرانية تنهار بشكل أسرع فيما لو كانت موجودة، في الوقت نفسه يمثل نقص الكادر البشري للنظام والميليشيات الإيرانية أكبر نقطة ضعف، فلطالما حاولت إيران تجنيد مدنيين سوريين ولاجئين أفغان وغيرهم لتغطية النقص، وخاصة أنها خسرت ومازالت تخسر الكثير من عناصرها في مختلف الجبهات، ففي شهر كانون أول الماضي فقط، خسرت ميليشيات إيران 27 عنصراً من الحرس الثوري وغيره من الميليشيات.
انهيار النظام الإيراني أو تخليه عن الجبهة الخارجية وسوريا على وجه التحديد، سيضعف الأسد سياسياً وهو الأهم من الجانب العسكري، على اعتبار أن المجتمع الدولي عموماً والولايات المتحدة الأمريكية ترى أن مسار الحل في سوريا هو سياسي، ولن يكون هناك حسم عسكري لأحد الطرفين، وخاصة أن إيران تعد عامل أساسي في عرقلة الحل السياسي، وداعم قوي للأسد.