بلدي نيوز - (عبد العزيز الخليفة)
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن التواجد العسكري الأمريكي في سوريا، بعد القضاء على تنظيم "الدولة" في أراضي البلاد غير قانوني ويعيق التسوية السياسية ويهدد وحدة البلاد، حيث تعتبر موسكو أن تواجدها على الأرض السورية قانونيا باعتبار أنه تم بدعوة من نظام الأسد، وتحاول الوصول إلى تسوية خارج الأمم المتحدة من خلال رعاية مؤتمر أستانا والدعوة إلى مؤتمر أخر في سوتشي يجمع المعارضة السورية والنظام، اشترطت فيه على المعارضة عدم المطالبة برحيل بشار الأسد عن السلطة.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية، (البنتاغون)، في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، عن أن العدد الحقيقي للجنود الأمريكيين في سوريا هو 2000 جندي، وهو ما يعادل أربعة أضعاف ما تم الإعلان عنه، وبذات الفترة أكدت الوزارة على أنها سوف تبقى بسوريا إلى أجل لم تسميه، كما أكد وزير الدفاع الأمريكي جميس ماتيس، إن الجيش الأمريكي سيحارب متشددي تنظيم "الدولة" في سوريا "طالما ظلوا يريدون القتال"، ليشير بذلك إلى دور على المدى البعيد للقوات الأمريكية.
وفي إشارة لمستقبل العمليات الأمريكية في سوريا، أضاف ماتيس للصحفيين في وزارة الدفاع (البنتاجون) "لم يعلن العدو أنه سيترك المنطقة لذا سنظل نقاتل طالما ظلوا يريدون القتال".
واعتبر ماتيس أن القوات الأمريكية تهدف إلى توفير الظروف للتوصل إلى حل دبلوماسي في سوريا التي اقتربت الحرب فيها من دخول عامها الثامن.
وفي إشارة لاستمرار الوجود الأمريكي حتى التوصل إلى تسوية، قال "لن نبتعد الآن قبل أن تحظى عملية جنيف بالقبول".
وبالعودة إلى لافروف، فقد أكد أن موسكو سوف تستمر بما أسماه مساعدة السوريين على تطبيع الوضع، واستعادة الأمن والسلام داخل بلادهم، مضيفا أن الطرف الروسي يذكر زملاءه الأمريكيين مرة تلو أخرى بعدم شرعية أنشطتهم العسكرية في سوريا من ناحية القانون الدولي، حسب قناة روسيا اليوم.
وأشار لافروف إلى أن البيان المشترك الذي صدر عن لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترمب في مدينة دانانغ الفيتنامية في تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم، يؤكد تمسك موسكو وواشنطن بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها وعلمانية نظامها السياسي.
وشدد الوزير الروسي على أن حكومة نظام الأسد لن تقبل ببقاء التواجد العسكري الأمريكي في أراضيها بعد القضاء على تنظيم "الدولة"، مضيفا أن هذا التواجد يشكل عائقا حقيقيا أمام التسوية السياسية في البلاد.
وكان طالب مندوب نظام الأسد لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الجمعة الماضية، برحيل القوات الأمريكية والتركية من سوريا على الفور.
أما حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" الذي تقود أذرعه العسكرية "قوات سوريا الديمقراطية" التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، طالب القوات الأمريكية بالبقاء في سوريا، جاء ذلك ذلك في رسالة مكتوبة لوكالة رويترز بعث بها "شاهوز حسن" رئيس الحزب الكردي الشهر الجاري، قائلا: إنه دون التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ومع استمرار التدخل التركي والإيراني، ووجود جماعات على صلة بالقاعدة في سوريا؛ فإن استمرار التحالف هو الأفضل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن القضاء على تنظيم "الدولة" في سوريا، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الأمريكية، مؤكدة على استمرار وجود التنظيم في سوريا، ما اعتبرته الدفاع الروسية ذريعة أمريكية للبقاء في سوريا.
وذكرت تركيا في وقت سابق أن هناك 13 قاعدة أمريكية في سوريا، وأن روسيا لها خمس قواعد هناك.
وترفض روسيا مقارنة وجودها بسوريا بالوجود الأمريكي الذي تعتبره "غير شرعي"، باعتبار أنها تلقت دعوة من نظام الأسد للمساندة في سوريا، بينما لم يقم النظام الذي تعتبره موسكو نظاما شرعيا بدعوة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
يشار إلى أن روسيا بدأت عمليتها العسكرية في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر عام 2015، وفي آذار/مارس عام 2016 التالي، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن سحب غالبية القوات الروسية من سوريا، إلا أن الجانب الروسي لا يزال يزود النظام بالأسلحة، ونسبت موسكو لنفسها أكثر من مرة منع سقوط النظام، كما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) 11 مرة لإفشال قرارات دولية ضد نظام الأسد.