Foreign Policy – ترجمة بلدي نيوز
على موقع وزارة الخارجية الأمريكية "DipNote"، بشر المتحدث باسم الوزارة "جون كيربي" بإنجازات الولايات المتحدة الضبابية لعام 2015، تحت هاشتاغ #2015in5Word .
قد يكون ذلك صحيحاً في بعض الحالات، على سبيل المثال، عندما تم ذكر ذوبان الجليد في العلاقات مع كوبا "إعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا"، ولكن في حالة سوريا، الكلمات الخمس المستخدمة لوصف العام الماضي تبدو على أقل تقدير غير مناسبة أو بالأحرى وهمية.
في عشية يوم الميلاد، ذكر الموقع أنه من إحدى إنجازات الإدارة الأمريكية في سورية "جلب السلام والأمن إلى سورية"، وكتب كيربي على الموقع: "إن الصراع في سورية استمر وتكشف عن أمور مأساوية على مدى عام 2015، بما في ذلك الأزمة الإنسانية وإجبار اللاجئين على الفرار من الحرب الأهلية السورية، وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل بشار الأسد".
وواصل كيربي: "وقد قامت الولايات المتحدة والعديد من أعضاء المجتمع الدولي بتكثيف جهودهم لمساعدة الشعب السوري خلال وقت الحاجة"، كما قال أن وزير الخارجية جون كيري يقود حملة لحمل الأسد على التنحي عن منصبه، والضغط على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتمرير قرار يهدف إلى بدء عملية انتقال سياسي من الرجل القوي في سورية "الاسد".
من ناحية، فإنه من المفهوم أن الإدارة الأمريكية سوف تأتي على ذكر سوريا في إنجازاتها لعام 2015، حيث هيمنت الحرب سورية على عناوين الصحف طوال العام، ولأن تركها خارج القائمة يمكن أن يوجه لها مزيداً من الاهتمام، أكثر من إغفالها.
ولكن من ناحية أخرى، فإنه من الصعب القول بأن الولايات المتحدة جلبت أي "سلام أو أمن" للشعب السوري ! فوفقاً للأمم المتحدة، واعتباراً من تشرين الأول 2015، قتل حوالي 250 ألف شخص _ أي أكثر مما قتل في الأربع سنوات من الحرب الاهلية، (هذا ولم تتوفر أرقام الضحايا لعام 2015 بعد)، كما فر حوالي 11 مليون لاجئ سوري من المنطقة، والكثير منهم اتجهوا للشواطئ الأوروبية في خريف 2015، وليس من الواضح للكثير منهم إن كانوا سيحصلون على لجوء أم لا في أوروبا أو في أماكن أخرى في أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، وأشار تقرير للأمم المتحدة في آذار 2015 أن أربعة من كل خمسة سوريين يعيشون الآن تحت خط الفقر.
في الوقت نفسه، تسعى إدارة باراك أوباما، جاهدةً لمواكبة الوضع المتدهور بسرعة هناك، وبعد سنوات من إعطاء الأولوية لرحيل الأسد، لمحت واشنطن الآن أن بإمكانه البقاء في السلطة لفترة أطول للمساعدة في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
وهكذا وجد البيت الأبيض نفسه يقاتل على مضض تنظيم "الدولة الإسلامية" جنباً إلى جنب مع روسيا وإيران، أنصار الأسد، والذين لا تتطابق أهدافهم في سورية مع الولايات المتحدة.
وبعد وعود طويلة لن يكون هناك أي جنود عسكريين اميركيين على الأرض في سوريا، لكن في الوقت نفسه، وقع الرئيس أوباما على نشر عشرات من أفراد العمليات الخاصة الامريكية هناك.
وقال وزير الدفاع "آش كارتر" في وقت سابق من هذا الشهر أن الكوماندوس تنشط في شمال سوريا، للتركيز على بناء شراكة معادية لتنظيم "الدولة" مع الثوار السوريين هناك.
إن الدبلوماسيين ليسوا حريصين على استخدام اللغة المناسبة لوصف الشؤون الدولية، فعندما يتعلق الأمر بسورية فإن استخدام كلمة "سلام" و "أمن" لن يكون الخيار الأفضل لوصف ما قدمته الولايات المتحدة هناك في عام 2015، مع وجود روسيا التي عقدت الآن خطط الحرب الأمريكية على المنطقة، ولذلك سيمر وقت طويل قبل أن يكون للسلام والأمن أي علاقة ببلد مزقته سنوات الحرب.