بلدي نيوز - ريف إدلب (محمد الراغب)
تشتهر مدينة أرمناز السورية شمال إدلب بصناعة الفخار والصلصال، وتعتبر حرفة قديمة تميزت بها هذه المدينة منذ عهد الفينقيين، إضافة لاحتوائها على تربة خاصة لصناعة الفخار، وقد تعددت أنواعها وتختلف باختلاف أسعارها.
يقول الحاج عارف جمو، وهو من أبرز الحرفيين بمهنة الفخار بمدينة أرمناز، لبلدي نيوز ، "بدأت العمل في هذه المهنة منذ 30 عاما، وكنت قد ورثتها من والدي الذي عمل فيها 50 عاما، في الماضي عملنا اقتصر على الصيف فقط بسبب عدم توفر الإمكانيات قديما، لكن نتيجة التقدم بالزمن أصبح للمهن التقليدية بعض الأدوات الحديثة التي تسهل العمل، حيث أصبح لدينا فرنا آليا حديثا ومعدات تسمح لنا بالعمل طيلة السنة دون توقف أو عطلة، والبضائع من الفخار كانت تصرف بأوروبا ولبنان، بالإضافة إلى التصريف المحلي داخل سوريا".
وأضاف، "يوجد إقبال كبير على العمل لأنه صنع يدويا بالأيادي، وأغلب البشر يميلون للأشغال اليدوية، خطوات عملنا تبدأ من الطين بعد إضافة ماء عليه حتى يصبح كالعجين، ثم توضع على الدولاب أو العجلة، والدولاب هو آلة مخصصة لتشكيل الأواني الفخارية، حيث يضع الحرفي الطينة في الدولاب، ويقوم بتشكيل الأواني الفخارية على هذا الدولاب أثناء دورانه، لتتشكل عبر الأيادي أدوات نستخدمها يوميا كالجِرَار، والقدور، والأكواب والفناجين، والأباريق، والصحون".
وأشار إلى أنهم يعرضونه للهواء من 7 حتى 8 أيام، بعدها يطبخونه في الفرن بين درجة حرارة 700 و 800 درجة، وبعد ذلك يصبح جاهزا للتصدير والبيع إما بشكل مفرد (بالفاخورة) أو يتم بيعها بشكل جماعي توصية".
بدوره، قال أبو أحمد، وهو أصحاب المطاعم في أرمناز، "سابقا كنا نستخدم التنور الذي صنع من الفخار في الأرياف كثيرا لصناعة الخبز وطبخ المأكولات، وفي الفترة السابقة أصبح شبه نادر لاستخدام أدوات مثل الغاز والكهرباء، لكن أنا أفضل وأعتز بالأدوات التي على زمن الأجداد، لذلك فقد استبدلت تنور الغاز الذي أملكه بالمطعم واشتريت تنور فخار من عند الحاج عارف لعدة أسباب منها تكاليف الغاز كبيرة".
وأضاف، "الأمر الثاني والأهم هو الجودة والطعمة تكون أكثر لذة على الفخار من الأدوات الأخرى، والآن عدت مرة ثانية للحاج عارف لكي أوصيه على تنور فخار لطبخ المندي السوري في المطعم".
ونوه إلى أن الفخار بشكل عام هو صحي وأفضل من البلاستيك والكروم، وحتى جمالية للأشخاص الذين يحبون المقتنيات التقليدية القديمة.
وأردف، "عادت هذه الصناعة إلى واجهة المهن اليدوية، حيث ازداد إقبال الناس على شراء خوابي المياه والأباريق الفخارية لحفظ الماء البارد، وكانت المنتجات الفخارية تصدر للخارج، والآن أصبحت تستهلك في السوق المحلية فقط، بسبب تأثر هذه الصناعة بالأوضاع الراهنة، وزيادة تكاليف صناعتها ونقلها.
وأوضح أنه في الوقت الحاضر هناك أعداد قليلة من الحرفيين يعتمدون صناعة الفخار كحرفةٍ وصنعةٍ أساسية، وهناك أشخاصٌ أخذوا من هذه الصنعة موهبةً لوقت الفراغ، يقضون أوقاتهم في صناعة شيءٍ مفيدٍ.
وتعتبر صناعة الفخّار من الصّناعات القديمة، التي تعتمد على رسم التّصميم الخاصّ بقطعة الفخّار قبل البدء بصناعتها، وتُستخدَم مادّة الطّين أساسية في صناعته.