بلدي نيوز – (عمر الحسن)
وجه رؤساء تركيا وروسيا وإيران، أمس الأربعاء، دعوة إلى ممثلي نظام الأسد والمعارضة السورية الملتزمة بوحدة البلاد، للمشاركة البناءة في مؤتمر الحوار السوري الذي سيعقد قريباً، دون الإشارة لموعد محدد.
وجاء ذلك في البيان الختامي للقمة الثلاثية الخاصة بسوريا التي عقدت أمس الأربعاء، في مدينة سوتشي الروسية، بين رؤساء تركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني، حسب وكالة الأناضول.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال بالجلسة البروتوكولية، إن الأمور بلغت مرحلة جديدة تتيح البدء في تسوية سياسية بسوريا، وكرر أن "عملية مكافحة الإرهاب" في سوريا تشارف على الانتهاء، مضيفا أنه يجب إضفاء الطابع الرسمي على التسوية في إطار عملية جنيف.
وحث بوتين جميع الأطراف المعنية بالأزمة بما فيها النظام، على تقديم تنازلات من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الحرب المستمرة منذ عام 2011.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ختام القمة إنهم اتفقوا على إجراء عملية تتسم بالشفافية للتوصل لحل سياسي في سوريا. وأضاف أنه تم التأكيد على إجراءات لبناء الثقة بين جميع الأطراف، موضحا أن القرارات التي توصلت لها القمة معلقة على التزام النظام والمعارضة السوريين بها.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده تركز على إبعاد التنظيمات الإرهابية التي تشكل عائقا أمام الحل السياسي في سوريا. وكان أردوغان قال إن اللقاء الثلاثي في سوتشي هام لوقف حمام الدم في سوريا.
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني؛ فقال إن الهدف الرئيس هو تشكيل مؤتمر الحوار السوري الشامل بمشاركة كل المكونات الداعمة "للحكومة السورية" أو التي تعارضها، وأضاف أنه ستنتج عن المؤتمر أرضية لدستور جديد وعلى أساسه تجرى انتخابات حرة وعادلة، وتحدث في نفس الوقت عن "التمهيد" لعودة اللاجئين السوريين لبلادهم.
وأشار البيان الختامي إلى أن الرؤساء الثلاثة أكدوا على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، واتفقوا على الإسهام بشكل فعّال من أجل نجاح المؤتمر، لافتا إلى أن إيران وروسيا وتركيا ستقرر بالتشاور المشاركين في المؤتمر.
وقال إن "رؤساء الدول الثلاث يؤكدون أن إنشاء مناطق خفض التوتر وأي مبادرة سياسية لحل النزاع السوري لن تخل بأي شكل من الأشكال بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها".
وأضاف أن "الرؤساء الثلاثة اتفقوا على مساعدة السوريين في إيجاد حل سياسي للنزاع يتضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف أممي يفضي إلى صياغة دستور يحظى بتأييد الشعب".
ولفت البيان إلى أن أردوغان وبوتين وروحاني، أكدوا عزمهم بخصوص استمرار التعاون الفعّال بين تركيا وروسيا وإيران بهدف إحلال السلام والاستقرار بسوريا، في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
ورحب الرؤساء بمستوى التعاون الثلاثي بخصوص ترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا، الذي ينفذ بضمانة تركيا وروسيا وإيران.
وأشاروا إلى إحراز تقدم مهم في القضاء على تنظيمات داعش وجبهة النصرة، وكافة المنظمات الإرهابية الأخرى التي حددها مجلس الأمن الدولي، وذلك خلال فترة الـ11 شهرًا الماضية منذ 29 ديسمبر/ كانون الأول 2016، الذي شهد إعلان وقف إطلاق النار عقب الجهود الدولية المتواصلة لسنوات في مكافحة هذه الجماعات الإرهابية.
وشددوا على أن مناطق خفض التوتر المنشأة في سوريا عقب عملية أستانا، تعتبر فعالة للغاية، مؤكدين أنها ساعدت على خفض العنف، والقضاء على المعاناة الإنسانية، ومنع تدفق اللاجئين، والبدء بالعمل حيال تحضير الظروف المواتية من أجل عودة اللاجئين والنازحين بشكل أمن.
وأكدوا على الحاجة إلى تقديم مساعدة إنسانية سريعة وآمنة ودون انقطاع، وعلى ضرورة اتخاذ الأطراف في سوريا تدابير بناء الثقة بما فيها إطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين، وتسليم الجثث، وتحديد هويات الأشخاص المفقودين، من أجل تهيئة ظروف أفضل للعملية السياسية ووقف إطلاق نار دائم.
ودعوا أطراف المجتمع الدولي المعنيين إلى تقديم الدعم لعملية خفض التوتر في سوريا، وضمان الاستقرار من خلال إرسال مساعدات إضافية للشعب السوري، وتسهيل أنشطة إزالة الألغام، وحماية الميراث التاريخي، وإعادة بناء البنية التحتية الأساسية بما فيها المنشآت الاجتماعية والاقتصادية.
وأعربوا عن أملهم في أن يسهم التقدم المحرز بفضل التعاون بين إيران وروسيا وتركيا في حل النزاع بسوريا، في أن يؤثر إيجابيا في الوضع العام للمنطقة، وخفض مخاطر الانشقاقات العرقية والمذهبية.