بلدي نيوز – (أيمن محمد)
تعتزم موسكو توجيه دعوات لـ33 منظمة وتياراً سياسياً في سوريا، لحضور ما أسمته "المؤتمر السوري للحوار الوطني"، الذي تنظمه في منتجع سوتشي على البحر الأسود في 18 نوفمبر تشرين الثاني الجاري، بعد أن كان مقرراً عقده في مطار حميميم باسم "مؤتمر الشعوب".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منتدى فالداي، أن عقد هذا المؤتمر هو الخطوة التالية بعد إنشاء مناطق "خفض التوتر" في سوريا، وسيشمل الهيكل الجديد ممثلين عن الفصائل المعارضة وحكومة النظام، وكذلك عن جميع الطوائف العرقية والدينية في البلاد.
وسيشارك في المؤتمر بين 1000 و1300 شخصا من ممثلي النظام والقوى الموالية له، وكذلك من مختلف الفصائل المعارضة، بحسب ما قال مصدر روسي مطلع لوكالة "نوفوستي" الروسية.
بدورها، أعلنت المعارضة السورية، اليوم الأربعاء، رفضها المشاركة في المؤتمر، فيما أعلن النظام الموافقة على الحضور.
وأعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض، إنه يعارض مؤتمرا للجماعات السورية، ترعاه روسيا، ووصفه بأنه محاولة للالتفاف على محادثات السلام في جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة وتهدف إلى تحقيق انتقال سياسي في سوريا.
وبخصوص هذا المؤتمر، قال رئيس اتحاد السوريين في المهجر، ثابت عبارة، إن أي جهود تبذل لتقريب وجهات النظر بين السوريين هي جهود حميدة, في حال كان الهدف منها تحقيق تطلعات الشعب السوري، بالانتقال إلى نظام ديمقراطي وفق مقررات جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ويؤكد المعارض السوري في تصريح لبلدي نيوز أن هناك ملاحظات عديدة تُسَجّل على مؤتمر "شعوب سوريا" قبل تغيير اسمه لـ"مؤتمر الحوار الوطني".
وشدد عبارة أن اسم المؤتمر يحمل في طياته تصنيفاً للسوريين على أسس عرقية وقومية ويكرس الانقسام القائم حالياً, وكأنّ موسكو تستبق نتائج المؤتمر بترسيخ مبدأ الفيدرالية الذي تنادي به وتتبناه .
وأضاف رئيس اتحاد السوريين في المهجر "ومن جهة أخرى يحمل المسمى "غزلاً" صريحاً لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، وميليشيا PKK وحزب العمال الكردستاني الذين يطالبون بحكم ذاتي؛ أدنى أشكاله "الفيدرالية".
وأشار عبارة إلى أنّ "اللجنة الدستورية" التي ستنبثق عن المؤتمر لإعداد دستور جديد, سيتم انتخابها وفق أجندة روسية خالصة وتحت مظلة الحكومة السورية (نظرا لمكان انعقاده ونوعية المشاركين), وبالتالي فإن هذا الطرح فضلًا عن أنه تجاوز للقرارات الدولية وخاصة قرار مجلس الأمن 2254، فإنه سيكون أيضاً من حيث المبدأ قاصراً عن احتواء جميع القوى السورية المعارضة الفاعلة في المشهد السياسي والعسكري. أي أنّ المؤتمر سيكون أشبه بمصالحة كبيرة تشبه المصالحات الصغرى التي جرت في بعض المحافظات السورية.
ونوه المعارض السوري أنه وكالعادة لم توزع أجندة هذا المؤتمر، ولَم تقدم الضمانات لتنفيذ مخرجاته.
وشدد على أن أي جهود مبذولة من جانب السوريين يجب أن تخدم في نهاية المطاف الجهود الدولية من أجل إحياء مسار جنيف التفاوضي، وأن لا تشكل مساراً بديلاً عنها، على اعتبار أن مسار العملية السياسية في جنيف هو الأساس المتفق لإيجاد حل سياسي للقضية السورية يتبعه حوار سوري-سوري حول بقية المسائل.
واعتبر أن إنتاج عملية سياسية جديدة عن حوار سوري-سوري، فهو بمثابة مدخل لتشتيت الجهود في القضية السورية.
ويرى أنه من المهم في حال أريد لهذا الحوار أن يكون ناجحاً وذَا أثر أن يتم وفق أجندات مسار جنيف والخطوط العريضة التي يرسمها باعتباره مرجعية سياسية وقانونية محددة الأطر، مع تأكيدنا على ضرورة نقل مسار جنيف لمرحلة الإلزام لجميع الأطراف.
وكان سفير النظام السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري، قال، أمس الثلاثاء، إن النظام في دمشق مستعد للمشاركة في مؤتمر للأطراف السورية تعتزم موسكو استضافته في منتجع سوتشي على البحر الأسود.