بلدي نيوز - ( شحود جدوع)
أطلق ناشطون من محافظة حماة وسوماً الكترونية؛ وهاشتاغات ونداءات عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي على فيسبوك وتويتر، تدعو لإنقاذ حياة ما يزيد عن عشرة آلاف مدني حوصروا؛ نتيجة تطويق قوات النظام والميليشيات الإيرانية لمنطقة عقيربات وجبل البلعاس بريف حماة الشرقي، وإخراجهم من مقتلة محققة في ظل القصف الجوي الذي يستهدفهم، والنقص الحاد في كافة المواد الغذائية والطبية ومقومات الحياة .
وتواجه المنطقة هجوماً شرساً من قبل قوات النظام، وسط محاولات اقتحام حثيثة للمنطقة، تنذر بكارثة قد تتسبب بمقتلة عظمى بحق آلاف المدنيين، الذين أجبرهم الفقر وعدم القدرة على تحمل أعباء النزوح، على البقاء في منازلهم تحت سيطرة التنظيم .
وشكلت سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية على منطقة جبل الفاسدة، وقطع طريق النزوح الوحيد إلى منطقة الميادين بريف دير الزور، أزمة كبيرة تعالت بسببها صرخات المدنيين في عقيربات، حيث وصلت عشرات المناشدات من أبناء المنطقة لفصائل المعارضة في الشمال السوري للعمل العسكري، وفتح ممر آمن لخروج المدنيين عبر فتح ثغرة في طريق أثريا خناصر وإخراج المدنيين عبرها.
وعن مدى قدرة الفصائل على هذا العمل، صرح لبلدي نيوز مصدر عسكري -رفض الإفصاح عن هويته- قائلاً "يفصل مدنيي عقيربات عن مناطق ريف إدلب طريق إثريا خناصر الذي يسيطر عليه النظام منذ سنوات، وقد كان في السابق طريق الإمداد الوحيد لقواته في حلب وريفها وريف الرقة، إلا أن سيطرته على جبل الفاسدة مكنته من وصل المنطقة عبر خط شاعر أثريا".
وأكد المصدر أن "قوات الثوار قادرة وخلال ساعات على فتح منفذ لمدنيي عقيربات في طريق أثريا خناصر، بسبب الانتشار الافقي الكبير لقوات النظام في البادية السورية، وعدم قدرتها على التخلي عن قوات من مناطق إخرى لتدعيم المنطقة"، حسب قوله.
وبيّن المصدر أنه يمكن فتح ثغرات في منطقة "وادي العزيب" أو بين "منطقة السعن اثريا" على طول الخط الفاصل، كون المنطقة شاسعة وتتمركز فيها قوات النظام بمناطق محدودة وتلال حاكمة فقط، وليس لها القدرة على الانتشار على كافة النقاط، مشيراً إلى أنها حكمتها بحقول ألغام يمكن للثوار إدخال كاسحة للألغام لفتح معبر خلالها بالتزامن مع العمل العسكري.
ونوه المصدر إلى أن "تخوف فصائل الثوار والتخلي عن مدنيي عقيربات غير مقبول، وأن لديهم إمكانية فتح الطريق بالرغم من صعوبة العمل في منطقة صحراوية، إلا أنه غير مستحيل، وأن الثوار دخلوا صدامات مباشرة في عدة محافظات وبمناطق أصعب، وتمكنوا من النجاح، كفك حصار حلب الأخير وتحرير إدلب وغيرها".
كما أشار المصدر الى أن "هيئة تحرير الشام" وبالتحديد قاطع البادية تتحمل أكبر المسؤولية، كما حمّل الفصائل العسكرية كل المسؤولية عن مصير المدنيين في المنطقة.
يذكر أن ناحية عقيربات يوجد فيها ما يزيد عن عشرة آلاف مدني منعتهم ظروف الحياة والفقر، ومعاناة النزوح من ترك مناطق التنظيم، وإيثارهم البقاء في مناطقهم وتحمل عسف التنظيم وظلمه والقصف اليومي والتعايش معه بدلاً من النزوح والتشرد.