بلدي نيوز – (أحمد رحال)
تعرّض أهالي مدينة القصير بريف حمص إلى رحلة تهجير طويلة، لعب حزب الله اللبناني العامل الأقوى فيها، حيث عمل الحزب على تهجير سكانها الأصليين قسراً إلى الأراضي اللبنانية ومنطقة الجرود الحدودية، وذلك ضمن سياسته الرامية لتغيير ديمغرافية المنطقة وتوطين عائلات عناصره وميليشياته اللبنانيين، ثمّ لحق بهم إلى يبرود وهجّرهم منها ليتثنى له تعزيز نفوذه في منطقة القلمون الغربي المحاذية للحدود السورية اللبنانية.
ولم يكتف بهذا القدر حيث تابعهم إلى بلدة عرسال اللبنانية ليتابع بطشه وإجرامه بحق اللاجئين والمهجرين، حتّى فرض عليهم الترحيل إلى الشمال السوري.
"بلدي نيوز" التقى بأحد أهالي مدينة القصير، ويدعى "عبد الحكيم الخلف" ليروي لنا تغريبتهم التي فرضها عليهم "حزب الله"، يقول الخلف "قام حزب الله بتهجيرنا من بلدنا القصير واحتلالها بعد أن دمّر منازلنا وقتل منّا ما قتل، بمساعدة الجيش السوري، وهذا ما أجبرنا على الهروب إلى منطقة يبرود بالقلمون الغربي، حيث تابع بطشه وفتكه بنا، وأجبرنا على الهجرة واللجوء إلى بلدة عرسال اللبنانية وحتى انتهى بنا المطاف إلى الشمال السوري".
وأضاف الخلف، "سبب قدومنا إلى الشمال السوري هو ظلم الجيش اللبناني الذي يسيطر عليه، ويتحكم فيه حزب الله، حيث دمر الجيش خيامنا وحرقها وروع نساءنا وأطفالنا، بالإضافة لقيامه باعتقال مئات الشبان من المدنيين المهجرين واللاجئين وقتل العشرات منهم، دون رحمة أو شفقة".
ونوّه الخلف، أنّ سبب صبرهم وتحملهم للمعاناة والألم، كون أن اللبنانيين في عرسال أناس طيّبون، وساعدوهم بشكل كبير بعكس الجيش اللبناني وميليشيا حزب الله.
وعن معاناتهم بعد ترحيلهم من عرسال، قال الخلف، "بالرغم من وعورة الطريق وصحراءه والركوب في الحافلات تحت شدّة حر الشمس لساعات طويلة والتي لا يحتملها حتى الشباب، إلّا أنّ الألم الأكبر كان عندما مررنا ببلدنا حيث مسقط رأسنا "القصير" ولم نستطع النزول فيها ولا حتّى شمّ ترابها".
وعن مدينتهم المدمّرة، قال واصفاً والدمع يغالبه، "انتدبنا شعورا محزنا جداً عندما شاهدنا مدينتنا مدمّرة والأبنية المهدّمة، حتى أنّ الغربان تنعق في هذه الأبنية لدمارها ورحيل ساكنيها عنها، شعور محزن جداً يُعادل كل الآلام التي عشناها خلال سنوات من التهجير".