الحقوقي "شماس" لبلدي نيوز: بشار الأسد هو من وقّع على إعدام "باسل الصفدي" - It's Over 9000!

الحقوقي "شماس" لبلدي نيوز: بشار الأسد هو من وقّع على إعدام "باسل الصفدي"

بلدي نيوز – (هبة محمد) 

أعلنت زوجة مبرمج الإلكترونيات الفلسطيني السوري "باسل الصفدي" إعدام زوجها من قبل النظام السوري، بعد إحالته من سجن عدرا إلى المحكمة الميدانية العسكرية، وهي محكمة استثنائية سرية لا تخضع أحكامها للنقض، ولا يسمح للمتهم بتوكيل محام، كما أن أحكامها تصل إلى الإعدام وتنفذ في فترة قصيرة. 

"باسل خرطبيل الصفدي" مطور برمجيات الكترونية، موهوب، اعتقل في آذار/مارس عام 2012 في حي المزة بدمشق، لنشاطه الإعلامي في الثورة، وصنفته مجلة فورين بوليسي ضمن أهم مائة شخصية عالمية مفكرة لإنجازاته في مجال تطوير البرمجيات المفتوحة المصدر.

وقال المحامي عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، والمهتم بقضايا حقوق الإنسان "ميشال شماس" في حديثه لبلدي نيوز إن قرار إعدام الصفدي وقّع عليه بشار الأسد شخصياً، وذلك بصفته الشخص الوحيد المخول بالتوقيع على أحكام الإعدام التي تصدرها المحاكم الميدانية.

وكان الصفدي أحيل إلى محكمة الميدان العسكرية في السادس والعشرين من الشهر 12 لعام 2012، وفي شهر تشرين الأول عام 2015، تم اقتياده إلى جهة مجهولة، وبعد نقله بأيام تم تنفيذ حكم الإعدام الذي صدق عليه بشار الأسد، وأضاف: "حينها لم نصدق ذلك وكنا نحاول تكذيب الأمر فقط من أجل زوجته".

ورجح المحامي "شماس" أن زوجة المبرمج "نورا غازي" تأكدت بنفسها وبطريقة ما من إعدام زوجها قبل عامين، "وإلا لما كانت أعلنت هذا الخبر المفجع".

قصة حبيبين فرقتهما سجون الأسد

"كنتُ أرى باسل في عيونها وفي كلامها، وفي كلّ حركة تقوم بها، وكلما رأيت نورا، تقفز إلى مخيلتي صورة باسل، وأصبح باسل صديقي عن بعد، وكنت أسمع صوته كلما اتصل بخطيبته نورا"، يقول المحامي "ميشال شماس" لبلدي نيوز، وأضاف "لم يكن باسل شخصاً عادياً، وهو المهندس البارز والمتخصص في مجال تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر".

واعتقل "الصفدي" بينما كانت تنتظره خطيبته نورا غازي في 15 من آذار/مارس للذهاب إلى الخياط لاستلام فستان العرس المحدد في الأول من نيسان/ابريل 2012، لم يأت باسل على الموعد، وطال انتظار نورا قرابة التسعة أشهر، إلى أن جاءها اتصال هاتفي من سجن عدرا، مساء يوم 26/12/2012، لم تصدق نورا أن من يتحدث معها كان خطيبها باسل، وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى السجن وتمكنت أخيراً من رؤية خطيبها خلف القضبان.

اختطف "الصفدي" من سجن عدرا في الثالث من شهر 10 من عام 2015، وبتاريخ 10/10/2015  تم حذف اسمه من سجلات سجن عدرا، كما تم تسليم سريره إلى سجين أخر، فيما يبدو أن حكم الإعدام قد تم تنفيذه بهذا التاريخ، وكانت أنباء قد وصلت إلى المحامي "شماس" حينها أي بعد حوالي أسبوع من اختطافه تفيد بإعدامه، لكن أحدا لم يصدق، لأن لا براهن فعلي على عملية الإعدام.

عمل المحامي ميشيل شماس في الدفاع عن "الصفدي" مع مجموعة من المحامين، وهم الأستاذ أنور البني والأستاذة نورا غازي وأخرين، وقال شماس "كنا شهودا على زواجه في المحكمة، بينما هو كان خلف القضبان، وأذكر أنني قد طلبت من نورا في العام 2014 أن تخفف زياراتها إلى باسل في السجن، وأن تقتصر على مرة واحدة في الأسبوع  ليقيني أنهم سيأخذوه في أي لحظة، وانا كنت خائفاً عليها، فهي كانت تذهب كل يوم لزيارته، إلا انها لم تفعل، فهو كان كل حياتها، لذلك عندما أخذوه من السجن فجأة  أصيبت نورا بانهيار نفسي لأنها كانت معتادة أن تراه كل يوم.

وفي يوم اكتشاف نورا الحقيقة كتبت تعزي نفسها وعائلة باسل بمصابها الجلل، وقال شماس لبلدي نيوز: "لم أستطع الحديث معها، واستصعبت أن اتحدث إليها؛ فالمصاب جلل عليها وعلينا جميعا وعلى سورية وفلسطين، فباسل إذا كان فلسطيني الأصل  لكن روحه سورية، وطموحاته كانت كبيرة لأجل حريتنا كسوريين وفلسطينيين".

وختم المحامي "شماس" بالقول "باسل لم يدخر جهدا  ليس من أجل حريتنا بل من أجل إيصال المعرفة  لنا جميعاً، إنه خسارة كبيرة فعلاً، ليس لي كصديق ولا لزوجته التي أحبته بكل جوارحها بل خسارة لفلسطين وسوريا، وإن إعدامه من قبل نظام الأسد هو فعل شنيع  يفوق ما فعله تنظيم الدولة، فحتى الأخير لا يقوم بقتل من مثل باسل الصفدي بل يستفيد منه ومن خبرته في مجال تطوير البرمجيات وتقنيات التواصل على الانترنت، للأسف لم يترك نظام الأسد لداعش ما تفعله بعد إعدامه".

مقالات ذات صلة

زاخاروفا"موسكو تدعم سوريا وشعبها والحفاظ على استقلالها وسيادتها"

آخر تحديث.. "ردع العدوان" على بوابة حلب أهم المواقع التي سيطرت عليها

آخر التطورات.. المناطق التي سيطرت "ردع العدوان" في يومها الثالث

تجاوزت المئتين.. وسائل إعلام موالية تنشر اسماء قتلى النظام في "ردع العدوان"

نحو 20 قتيلا وعشرات الجرحى بقصف النظام وروسيا على شمال غرب سوريا

السويداء تعلن التضامن والتأييد لعملية "ردع العدوان" شمالي سوريا