بلدي نيوز-(أحمد العلي)
لقرون طويلة كانت شوارع مدن ريف حماة تنبض بالحياة، وجوامعها تصدح بالتكبيرات يومياً، والفستق الحلبي يملأ أسواقها ومن ثم إلى جميع مدن العالم، وعندما ركبت مسير الثورة أصبحت هدفا مباشرا لطائرات النظام وصواريخه.
واليوم، وبعد أكثر من أربعة سنوات من منعها، أقام أهالي مدينة مورك وقرية عطشان بريف حماة اليوم صلاة الجمعة وسط أحياءها المدمرة، بعد انقطاع دام أربع سنوات عن إقامتها في مدينة مورك، و قرابة الثلاث سنوات في قرية عطشان، بسبب الحملات الجوية المتتالية من القصف العشوائي والهستيري الذي تسبب بهجرة أهلها، بعد ارتكابه العشرات من المجازر.
وكانت مدينتا مورك وقرية عطشان من أكثر المناطق التي تعرضت للقصف الهستيري والممنهج من الطيران الحربي التابع للنظام، وسلاح الجو الروسي بالصواريخ شديدة الإنفجار والقنابل العنقودية والفسفورية، بسبب قربهم من خطوط التماس مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
لكن إرادة الحياة والنصر لدى المدنيين في المنطقة تتحدى إرادة الموت لدى النظام، ولذلك فإن إعادة إقامة صلاة الجمعة في الجوامع في المنطقة تعتبر تحدياً مباشراً لنظام الأسد، الذي حاول عبر مدافعه وطائراته إسكات صوت الحق، ومنع المدنيين من ممارسة أبسط حقوقهم، فكانت مظاهراتهم هدفاً مباشرا لنيران قناصيه وقنابل طائراته، وبعد أربع سنوات من منعها تقام مجدداً في إيقاد رمزي لشعلة الثورة في حماة من جديد.