صواريخ طهران وإسقاط "سو22".. معارك سياسية بأدوات عسكرية - It's Over 9000!

صواريخ طهران وإسقاط "سو22".. معارك سياسية بأدوات عسكرية

بلدي نيوز – (منى علي)

شهد يوم أمس الأحد تطورين نوعيين في الحرب المعقدة متعددة الأطراف على الأرض السورية، كان أولهما إقدام طائرة تابعة للتحالف الدولي على إسقاط طائرة حربية تابعة لقوات الأسد في سماء الرقة، والثاني استخدام إيران صواريخ بالستية متوسطة المدى في قصف أهداف في محافظة دير الزور السورية، وكلا الحادثتين تحدث للمرة الأولى، وتحمل رسائل سياسية تتعدى بعدها العسكري، وفق محللين.

صواريخ طهران.. رسائل لأمريكا

السياسي السوري عبد الباسط سيدا، رأى أن "صورايخ إيران على منطقة دير الزُّور إعلان صريح بأنها قد دخلت نادي الكبار المتصارعين حول المنطقة في سورية". معتبراً أن ذلك "تطور خطير لافت".

وقبل صواريخ الحرس الثوري التي أطلقت أمس من غرب إيران على مواقع لتنظيم "الدولة" في دير الزور، وفق طهران، فإن الولايات المتحدة وروسيا كانتا القوتين الوحيدتين اللتين أطلقتا صواريخ بالستية من البحر المتوسط على مواقع داخل الأراضي السورية، وهذا ما يفسر قول السياسي "سيدا" بأن طهران تحاول تقليد القوى الكبرى لتدخل في صراع تقاسم النفوذ على قدم المساواة!.

أما رئيس الائتلاف السوري الأسبق "هادي البحرة" فاعتبر استهداف إيران دير الزور بصواريخ بالستية من داخل أراضيها يُعتبر بمثابة "إعلان الدولة الإيرانية" دخولها بالحرب في سورية بشكل رسمي، كما أن استهدافها لمنطقة دير الزور بالذات هو تهديد للقوى العسكرية الموجودة هناك وبالتحديد القوى المدعومة أمريكيا، كما هي رسالة بإمكانية استهداف قاعدة التنف، معتبراً أن "الكرة الآن في الملعب الأمريكي".

رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي قال إن استهداف مواقع المسلحين بصواريخ على بعد سبعمئة كيلومتر هو بداية مرحلة جديدة لمواجهة الإرهاب، بحسب تعبيره.

وأوضح بروجردي الرسالة الموجهة للولايات المتحدة تحديدا من العملية حين أكد أن العملية الصاروخية كانت ردا مناسبا على قرار العقوبات الجديدة التي سنها الكونغرس الأميركي ضد إيران.

 إسقاط سو 22 يعقد الحرب

أما الرد الأمريكي كان في الزمان والمكان الأقرب، على أن الحادثتين غير مرتبطين ببعضهما، وإن كانتا جرتا في وقتين متقاربين، فللمرة الأولى تقدم الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، على إسقاط طائرة مقاتلة عبر مواجهة جوية، إذ أنها دمرت قبل ذلك طائرات لنظام الأسد في مطار الشعيرات عبر قصفها من البحر وهي رابضة في حظائرها ضمن المطار.

إسقاط المقاتلة "سو22" من قبل التحالف أمس، حمل رسالة هي الأوضح للنظام وروسيا، بأن أمن التحالف والقوات التي يدعمها على الأرض في الرقة، لا مساومة عليها، كما يوضح أن واشنطن بدأت ترسم الحدود بالصواريخ لا بلغة السياسة، وهذا الإجراء يتناسب مع تصرفات القوات الأمريكية في البادية السورية، حيث قصفت أكثر من مرة أرتالاً عسكرية للنظام وحلفائه، متجاهلة بالكامل انتقادات موسكو، بل عمدت إلى بناء قاعدة ثانية لها، لتضمن قطع طريق إيران الاستراتيجي (طهران – بغداد - دمشق).

كما أن إسقاط طائرة النظام، جاء بعد مواجهات واشتباكات عنيفة بين بقايا قوات النظام والميليشيات الحليفة من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من جهة أخرى، في ريف الرقة الجنوبي، وهو اشتباك نادر من شأنه أن يعقد المعركة ويزيدها اشتعالا مع إيجاد أعداء جدد على الساحة.

سجال أمريكي روسي وتحذير بريطاني

وبعد تصعيد روسي، قال اللفتنانت جنرال "داميان بيكارت" المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية "نتيجة للمواجهات الأخيرة فيما يتعلق بالقوات الموالية للنظام السوري والقوات الروسية اتخذنا إجراءات جريئة لتغيير مواقع الطائرات فوق سوريا لمواصلة استهداف قوات داعش مع ضمان سلامة طاقمنا الجوي في ضوء التهديدات المعروفة في ساحة المعركة".

حيث قالت روسيا اليوم الاثنين، إنها ستعتبر الطائرات التابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أهدافا محتملة إذا حلقت غربي نهر الفرات في سوريا، وستتعقبها بالأنظمة الصاروخية والطائرات العسكرية لكنها لم تصل إلى حد القول إنها ستسقطها. وفق رويترز.

هذه التطورات دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للتدخل حيث دعت روسيا إلى مواصلة إجراءات "عدم الاشتباك" في سماء سوريا للحد من خطر سوء التفاهم في مجال جوي مزدحم.

ويقول محللون إن التطورات الجديدة على الأرض، ستفرض على روسيا اتخاذ موقف أكثر وضوحاً فيما يخص ميليشيات "قسد"، التي كانت موسكو تدعمها على استحياء على الصعيد السياسي، بينما قال بوتين بكل وضوح إنه لا ينبغي أو لا حاجة لإمدادها بالسلاح، وذلك تعقيباً على قرار أمريكي بتسليحها قبل إطلاق معركة الرقة.

فهل تفتح "صواريخ إيران" وإسقاط "سو22" صفحة جديدة في الحرب المعقدة؟ في الوقت الذي ينادي فيه الجميع، بلا استثناء، بضرورة الحل السياسي في سوريا، أم أن ذلك الخطاب صار لا يُستخرج من الأدراج إلا عندما تحضر صورة "دي مستورا" على الشاشة؟!. 

مقالات ذات صلة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

لمناقشة العملية السياسية في سوريا.. "هيئة التفاوض" تلتقي مسعود البرازاني

"رجال الكرامة" تعلن إحباط محاولة لتصفية قاداتها

تقرير يوثق مقتل 27 شخصا خلال تشرين الأول الماضي في درعا

إسرائيل تعلن اعتراض "مسيرة" انطلقت من الأراضي السورية