بعد أسبوع من المعارك.. حدائق الرقة تتحول إلى مقابر - It's Over 9000!

بعد أسبوع من المعارك.. حدائق الرقة تتحول إلى مقابر

بلدي نيوز - الرقة (نجم الدين النجم)
بعد مرور أسبوع على انطلاق معركة اقتحام مدينة الرقة، التي بدأتها ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بدعم جوي ولوجستي من التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" والذي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو حال السكان في مدينة الرقة كارثياً، حسب الأخبار المتواترة من قلب المدينة.
وتمكنت ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من السيطرة على عدة أحياء داخل المدينة، حيث استطاعت تحت كثافة القصف الجوي والمدفعي، السيطرة على حي المشلب والمنطقة الصناعية شرق المدينة ووصلت إلى منطقة سور الرقة الأثري، فيما تقدمت من الجهة الشمالية ودخلت حدود المدينة وأصبحت على مشارف شارع القطار ومنطقة البريد الجديد، أما من الجهة الغربية فبعد سيطرة الميليشيات على حيي السباهية والرومانية وصلت إلى منطقة مساكن حوض الفرات ومدرسة الرازي.
معارك عنيفة بين المتصارعين، تسببت بدمار هائل أصاب الأحياء والشوارع والأبنية السكنية والمحلات التجارية، فبينما لا تتوانى ميليشيات "قسد" عن قصف أي منطقة تنوي دخولها، يصارع عناصر التنظيم لمنع اقتحام الميليشيات لمناطقه مستخدماً القصف المدفعي والسيارات المفخخة والألغام، فضلاً عن الغارات الجوية المكثفة التي يشنها طيران التحالف الدولي على مناطق المعارك داخل المدينة، والتي تسببت أيضاً بحرائق كثيرة بسبب استخدام الفوسفور الأبيض الحارق.
مع اشتداد حدة المعارك والقصف العشوائي بين التنظيم والميليشيات خلال الأيام الماضية، أصبح حوالي 200 ألف مدني من سكان أكبر الخاسرين في هذه المعارك العنيفة التي لم تبق ولم تذر، والتي راح ضحيتها أعداد هائلة من المدنيين جُلهم من النساء والأطفال بين شهيد وجريح، في ظل انعدام وجود أي مستشفيات ناشطة داخل المدينة، ونقص حاد في الأدوية والأمصال الطبية، التي شحنها التنظيم في وقت سابق باتجاه مناطق سيطرته بأرياف دير الزور.
يقول الناشط "أيهم الأحمد" في حديث لبلدي نيوز "في الرقة ما بين 150 و200 ألف مدني بينهم نحو 40 ألف طفل، يعيشون تحت نيران القصف المتوحش من قبل طيران التحالف الدولي وميليشيات قسد وتنظيم داعش، حيث تتعرض المدينة لكم هائل من القذائف المدفعية والصاروخية التي تتساقط كالأمطار فوق أحياء المدينة".
ويضيف الأحمد "يمنع التنظيم المدنيين من الخروج من المدينة ويتخذهم كدروع بشرية، بيد أن التحالف والميليشيات لا يأبهون لهذا الأمر، فأي منطقة تريد الميليشيات الدخول إليها، تتعرض للتدمير والحرق، ما أدى إلى ارتفاع هائل في أعداد المدنيين الذين لا نجد طريقة جيدة لتوثيق أسمائهم إلا عن طريق أقربائهم القاطنين في البلدان المجاورة، لكن ما هو مؤكد أن أعداد الضحايا الحقيقين أكثر من الاحصائيات التي يعمل عليها بعض الناشطين والصحفيين من أهالي الرقة".
وأشار "الأحمد" إلى أن "المدنيين أصبحوا يدفنون أطفالهم وأقربائهم وجيرانهم في أقرب فسحة ترابية متوفرة، وحدائق المدينة ومقطّعات الطرق أصبحت مقابراً لسكان الرقة، والأخبار التي استطعنا الوصول إليها تفيد بأن أوضاع المدينة كارثية للغاية".
واستطرد "الأحمد" في حديثه لبلدي نيوز "هنالك عوز شديد في الأطعمة والأغذية وحليب الأطفال يعاني منه سكان المدينة، وجميع مخابز المدينة متوقفة عن العمل بسبب القصف والارتفاع الحاد في أسعار المحروقات، التي نقل التنظيم أيضاً معظم مخازنها إلى أرياف دير الزور، كما أن الكهرباء مقطوعة تماماً والمياه يندر وجودها".
وأعلن محققون في جرائم حرب، أن الضربات الجوية المكثفة التي يشنها التحالف الدولي دعما لحملة تنفذها قوات مدعومة من واشنطن على الرقة معقل تنظيم "الدولة" في سوريا تسبب "خسائر مذهلة بين المدنيين".
وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق لمجلس حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء (14 حزيران/يونيو 2017) "نلفت على وجه الخصوص الانتباه إلى أن تكثيف الضربات الجوية التي مهدت الطريق لتقدم ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية في الرقة لم يسفر سوى عن خسائر مذهلة في أرواح المدنيين، كما تسبب في فرار 160 ألف مدني من منازلهم ونزوحهم داخليا"، حسب موقع "دويتشه فيله".
من جانبه، صرّح "ستيف جوس" مدير قسم الأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش أنه "بغض النظر عن طريقة استخدام الفوسفور الأبيض فإن هناك مخاطرة عالية بأنه يسبب ضررا مروعا وطويل الأمد في المدن المزدحمة مثل الرقة والموصل وأي مناطق أخرى مأهولة بالمدنيين".
وأضاف "على القوات التي تقودها الولايات المتحدة أن تتخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر على المدنيين عند استخدام الفسفور الأبيض في العراق وسوريا".

مقالات ذات صلة

ميليشيات إيران تستهدف قاعدة للتحالف شرق سوريا

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

مصادر تكشف طريقة تنقل ميليشيات شرق سوريا

نظام الأسد يطلق النار على مدنيين حاولوا كسر حصار مخيم الركبان

تفاقم الأزمة الإنسانية في مخيم الركبان جنوب شرق سوريا

لماذا أعادت "قسد" تشكيل مجلس دير الزور العسكري