بلدي نيوز – (كنان سلطان)
بات الإعلان عن الترسيمة النهائية لشكل سوريا الجديدة والشرق الأوسط الجديد، قاب قوسين، في موازاة التصعيد واللهجة الحاسمة من قبل الأطراف صاحبة القول الفصل في الملف السوري، بعد أن دفعت جميعها باتجاه خنق الثورة وتشتيتها عن هدفها الرئيسي، من خلال العمل على تطييفها تارة، وصبغها بالتشدد والتطرف تارة، وسحب البساط لجهة محاربة الإرهاب، الذي يعاد إنتاجه دوليا وفقا للحاجة والمصلحة، في مراكز الاستخبارات الدولية.
وتشير التطورات الأخيرة وتصعيد اللهجة من قبل التحالف الدولي تجاه قوات النظام والمليشيات الدينية والطائفية المساندة له، من خلال بعض الرسائل التي بدت حاسمة أول الأمر، ومثال عليها القصف الأمريكي لمطار الشعيرات بداية شهر نيسان/ أبريل الفائت، أتبعها التحالف بتوجيه ضربة جوية لرتل عسكري لقوات النظام ومليشيات شيعية تسانده، كان متجها إلى معبر التنف في البادية السورية، الذي تتخذه قوات التحالف ما يشبه القاعدة لها.
وجاءت التطورات أسرع، عندما تجاهلت إيران الراعي والداعم للنظام السوري والمليشيات الشيعية، التحذيرات الأمريكية، كما بدت للمتابع، واتجهت قوات "الحشد الشعبي" العراقي صوب الحدود السورية وتركزت في قرية "أم جريص" في الجانب العراقي، يفصلها بضعة كيلو مترات عن الحدود بين البلدين.
وأكدت مرارا قيادات في "الحشد الشيعي"، عزمها دخول الأراضي السورية لمشاركة قوات النظام في قتال التنظيم كما تدعي، والثابت هو الرغبة الفارسية في السيطرة على الحدود، وخلق واقع جديد يساير المخططات المرسومة بشكل مسبق.
وعبرت إيران عن هذه الرغبة بالإيعاز لمليشيا "حزب الله" اللبناني لإرسال 3000 عنصر، للمشاركة في السيطرة على الحدود السورية العراقية، يأتي هذا بالتزامن مع إلقاء طائرات التحالف منشورات تحذيرية دعت فيها النظام والمليشيات المساندة، الابتعاد عن مناطق سيطرة الجيش السوري الحر الذي تدعمه قوات التحالف في البادية.
عن هذا الموضوع يقول الناشط السياسي (حمد شهاب الطلاع) إن "كل ما كان يجري في سورية بشكل عام هو مرتب أميركيا بدقة، ولم يأتِ وليد الصدفة، فمنع عرب الحسكة من تشكيل كيان عسكري هو ليس وليد الصدفة، ولا تسليم دير الزور لتنظيم (الدولة) والإبقاء على تواجد نظام الأسد في جزء من المدينة هو أمر عابر، ولا توقف قوات (ي ب ك) ذراع حزب العمال الكردستاني عند حدود الشدادي هو وليد الصدفة، الوقت الذي كانت فيه هذه القوات قادرة على التقدم باتجاه دير الزور قبل انشغالها بموضوع الرقة".
وفي حديثه لبلدي نيوز يرى "الطلاع" بأن أميركا انتهت من مرحلة إخراج منطقة شرق الفرات عن سيطرة القوات المحسوبة على الجيش الحر وجيش النظام على حد سواء، بواسطة داعش وذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، ويؤكد بأنها "انتقلت إلى مرحلة رسم الخطوط النهائية للتقسيم القاضية بمنح ممر بري للدولة العلوية مع إيران، عبر العراق من خلال المنطقة المحصورة بين البوكمال والشدادي".
ويلفت "الطلاع" إلى أن محافظة دير الزور ستتوزع على ثلاثة أطراف بالتزامن مع إنهاء وجود التنظيم في الرقة، أولا: بادية غرب الفرات والبوكمال والمياذين وشرقها للقوات العربية المشرفة عليها أميركا وبريطانيا والأردن لتنضم لاحقا إلى الجنوب السوري ضمن فدرالية تتبع المملكة الأردنية الهاشمية، وثانيا: مدينة دير الزور والمنطقة المحصورة بين مدينة البصيرة وبادية شرق الفرات ومدينة الصور والشدادي شرق الفرات للنظام والحشد الشيعي العراقي، تمهيدا لرسم الحدود النهائية للدولة العلوية مع العراق".
ويكمل "الطلاع": "وتمنح غرب دير الزور لذراع حزب العمال الكردستاني ويقصد به مليشيات (قسد) تمهيدا لإنشاء دولة كردية شاملة للأراضي التي يسيطر عليها (ي ب ك) شرق الفرات وكردستان العراق.
ويضيف: "ومن هنا أتوقع دخولاً متزامناً للحشد الشيعي العراقي مع إنهاء تواجد تنظيم الدولة في الرقة إلى المحور الذي ذكرته أعلاه لتتلاقى مع قوات النظام وميليشيا حزب الله القادمة عبر تدمر".