بلدي نيوز – حمص (خاص)
بات حي الوعر الحمصي خال من السكان بشكل شبه كامل، بل غابت الحياة المدنية تماماً عنه بعد تهجير أغلب أهالي الحي، حيث غادرت تسع دفعات الحي، وبقيّ أربع تنتظر دورها في التهجير.
ورغم ذلك اعتبر الداعية علاء بيطار في حديثه لبلدي نيوز، أن النظام "لم ينتصر في حي الوعر"، ويقول "نرى الإجابة بوضوح من خلال هذه الشوارع الفارغة، والبيوت المدمرة، حيث صمد هذا الحي بوجه القصف والتدمير وصبر على الجوع والتذليل على مدى أربع سنوات، الحي ورغم كل الممارسات الهمجية، ظل محافظاً على ثوريته كآخر قلعة للثورة في مدينة حمص، ولم يستسلم لولا تدخل حليف النظام الروسي، الذي هدد وتوعد بإبادة أهالي الوعر بشكل كامل، وتدمير الحي فوق رؤوس قاطنيه".
بدوره، قال "محمد" وهو أحد المقاتلين في الجيش السوري الحر، لبلدي نيوز، "أن شوارع الوعر قد خلت تماماً من الحركة والناس والمحال وغيرها من أمور الحياة العامة، ولا نستطيع القول إلا أن حي الوعر بات أشبه بمدينة أشباح فقدت الروح البشرية منه".
وأضاف "بشار يريد الوعر، فأخذه فارغا.. المدنيون لا يرغبون به ولا بقواته وميليشياته الطائفية ولن يرضوا به، وبسبب ظلمه تركوا له بيوتهم ومحالهم ومنطقتهم ليأخذوها فارغة".
"أبو عبيدة" عنصر في الدفاع المدني "القبعات البيضاء" تحدث لـبلدي نيوز قائلاً "التغيير الديموغرافي مستمر، حي الوعر بات خالياً من أهله، رغم مطالبة النظام لأهالي حي الوعر البقاء، ولكن ثقة الناس بهذا النظام المجرم انتهت، بعد حصاره للطفل الرضيع وللمدنيين على مدى سنوات، لذلك قرروا الرحيل والتهجير عن أرضهم إلى مناطق في الشمال السوري، عوضاً عن بقائهم تحت ذل نظام الأسد وميليشياته".
يشار إلى أن أول دفعة خرجت من حي الوعر في 18 أذار/مارس الماضي، ووصل عدد الدفعات التي خرجت من الحي إلى تسع، وكانت توصلت لجنة التفاوض في حي الوعر إلى اتفاق مع قوات النظام بضمانة روسية، ينص على خروج المقاتلين وعائلاتهم والراغبين في الخروج إلى أرياف إدلب وحلب وحمص، وتسوية أوضاع من يريد البقاء داخل الحي.
ويعتبر حي الوعر آخر معاقل الثوار في مدينة حمص، ويستمر النظام في خطته بالتغير الديموغرافي لسوريا، حيث تكررت عمليات تهجير أهالي المناطق السُنية في سوريا وتسليمها للميليشيات الطائفية الإيرانية، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي.