بلدي نيوز- (جبران جلال)
عرض إعلام النظام وذراعه "إعلام النظام الموازي" الكثير من المقابلات للأسد خلال عمر الحرب في سوريا، أجرتها معه العديد من وسائل الإعلام الغربية والروسية المختلفة، والتي يدفع الأسد بالدولار للحصول عليها في الوسائل الإعلامية المختلفة (من مبدأ الترويج وتلميع الصورة)، تُظهر هذه المقابلات أن بشار الأسد يحترف الكذب بطريقة مثيرة، فيمكن القول أنه "يصدق" كل كلمة يقولها، فهو يقول الكلام الذي يعتقده، أو يريد من الآخرين الإيمان به، وهو في حالة رضى وقبول نفسي كامل لما يفعله وإيمان كامل بما يقول!.
فإيحاءاته و"لغة جسده" وحركاته أثناء المقابلات تؤكد أنه لا يشعر بالغرابة أو الخوف، أو أي إحساس سلبي -مرتبط بأفعاله-، بل هو يروي القصة كما يريدها أن تكون، وعلى المحيطين به تصديقها، فقد تربى في كنف والده "الإله" بالمعنى الحرفي للكلمة -وليس المجازي-، وهو معتاد أن يحصل على كل ما يريد، وبدون مناقشة وبدون أي رفض، بخاصة بعد أن أصبح الوريث الوحيد للحكم، والذي وصل إليه بسرعة البرق وبدعم غربي وشرقي كامل، عبر تغير للدستور بنسبة 100% خلال 3 دقائق!.
الدفاع الجوي لمحور المقاومة مصاب "بالعنانة"!
تحدث بشار الأسد خلال كلامه مع صحفيين روس مؤخراً، عن "عجز" دفاعه الجوي عن إسقاط الصواريخ الأمريكية، فمن سماهم بالإرهابيين، قد دمروا نصف قدرات دفاعه الجوي على الأقل (على الرغم من أنه ناقض نفسه في نفس الوقت وقال أن روسيا عوضتنا)، وقد تعمدوا الهجوم على هذا الجزء من قوات جيشه حسب زعمه، وأن راداراته غير قادرة على تغطية كامل سوريا!، ولذلك فقد مرت الصواريخ دون أن تشاهد!، حيث تناسى منظومة الدفاع الجوي الروسية، المنشورة في طرطوس وحميميم، والتي تباهى بها الروس وأعلنوا أن الطيور في السماء لا تستطيع المرور في السماء بوجودها، وتناسى كذلك الطائرات الروسية التي أحرقت الأخضر واليابس فوق رؤوس المدنيين، معتقداً أنه استطاع بذكائه "الخارق" القول أنه خرج بمخرج "منطقي" للمعضلة التي عجز الروس عن حلها.
من جهته علق المحرر العسكري لبلدي نيوز (راني جابر) على الأمر بقوله:" المنطقة أو القطاع الذي مرت فيها الصواريخ باتجاه مطار الشعيرات في الساحل السوري (أو على الأقل جزء منها) لم تشهد أي اشتباكات مع الثوار، وخاصة أنها منطقة حاضن الأسد العقائدي، وما تزال بطاريات الدفاع الجوي فيها سليمة ولم يخسر الأسد أياً منها بيد الثوار، فلم نسمع عن تدمير أي كتيبة دفاع جوي في الساحل وبخاصة قرب طرطوس (التي تعج بكتائب الدفاع الجوي)، حيث سقط بالقرب منها أحد صواريخ التوماهوك بدون أي إشارة على اعتراضه".
وتابع (جابر) بقوله:" الدفاع الجوي للأسد عجز عن الرد على ضربات بطائرات وليس فقط بصواريخ طوافة، اخترقت أراضيه من غربها لشرقها عندما كان في ذروة قوته (غارة الكُبر)، ما يعني أن المانع ليس حجة الأسد في تدمير نصف ما لديه من دفاع جوي، بل الأمر أنه أعجز من أي يرد، فجملة المشاكل التقنية والبشرية التي يعيشها دفاعه الجوي كان من الممكن تجاوزها (أو حتى عدم وجودها)، لو أنه كان فعلياً ينوي استخدام هذا السلاح في حرب حقيقية، لكنه يدرك أنه لن يفعل، وحذا حذوه الدفاع الجوي الروسي في حميميم وطرطوس، والذي اتخذ وضعية المزهرية بينما (محور الممانعة) يتعرض للإذلال، خصوصاً أنه كان لديه الوقت لرفع جاهزية الوحدات التي ما يزال يمتلكها من بطاريات دفاع جوي، بحكم معرفته بالضربة قبل فاصل زمني معتبر، تزيل عنها صفة المفاجأة وتسمح له بالاستعداد خصوصاً أنه عرف الهدف الذي سيقصف".
كذلك خلال مقابلته مع الصحفيين الروس، كذب بشار الأسد عدداً كبيراً من الكذبات، ولعل أوضحها وأجلاها والتي يستطيع حتى المؤيدون التأكد منها بأنفسهم، هو موضوع اهتمامه بالحصول على السلاح الحديث من روسيا، وأنه دائماً يسعى للحصول على "أحدثه"، الأمر الذي يمكن لأي موالي أن ينظر إلى جيش الأسد وهلهلته، وكيف أن روسيا تدعمه منذ الستينيات بعتاد مهلهل قديم، لكن الأسد يصر أنه يسعى للأحدث، الأمر الذي لا يبدو أن الموالين يستطيعون الرد عليه، سوى أنهم سيبقون مع بينوكيو-الأسد مهما كان وضعه، ومهما كان حجم كذباته وطول أنفه ورقبته، ومهما كانت الجهة أو الشخص الذي يتحكم به ويحرك خيوطه، فهم في النهاية مرتبطون معه عقائدياً ووجودياً، ويدركون أنهم بدونه لن تقوم لهم قائمة أبداً.