بلدي نيوز – (خاص)
غيّرت الصحف الروسية لهجتها تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي كنت تمدحه منذ لحظة وصوله إلى البيت الأبيض، إلى انتقاده بعيد الضربات الصاروخية الأمريكية لنظام الأسد، وزادت من حدة الانتقاد مع وصول وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى موسكو، حيث التقى كلا من نظيره الروسي سيرغي لافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وخابت آمال الدول الغربية بعد استخدام موسكو لحق النقض "الفيتو" خلال جلسة مجلس الأمن يوم أمس ضد مشروع قرار يدين نظام الأسد على استخدام السلاح الكيماوي في مدينة خان شيخون بريف إدلب، ويدعو المشروع لإرسال لجنة تحقيق إلى مطارات النظام وإجراء تحقيق مع عدد من الضباط، ومحاسبة المسؤولين عن استخدام غاز السارين السام الذي أودى بحياة نحو ١٠٠ شخص.
وأوضح مصدر مطلع من المعارضة السورية أن الوزير تيلرسون "حث موسكو على الابتعاد عن نظام الأسد، وتمهيد الطريق لانتقال السلطة من قبضة رئيس البلاد"، مضيفاً أن المهمة التي كلف بها تيلرسون "صعبة للغاية"، وأشار إلى أن نتائجها جاءت سريعة وتمثلت باستخدام موسكو لـ"الفيتو" الثامن لها ضد مشروع قرار يدين الأسد.
ولفت المصدر في تصريح خاص لبلدي نيوز إلى أن استمرار بوتين على نفس النهج فذلك سيدفع واشنطن إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات ضدها وضد نظام الأسد، وأضاف أن موسكو "تريد ثمناً أكبر للتخلي عن الأسد، وهذا الثمن ليس في سوريا وإنما في أوكرانيا".
وترفض الولايات المتحدة مقايضة الملف السوري مع روسيا بأي ملف آخر، وأخبر ترامب نظيره الأوكراني أنه لن يكون هناك أي تنازلات حول كييف خلال محادثات تيلرسون في موسكو.
وفندت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية الأسباب التي تمنع فلاديمير بوتين من التخلي عن الأسد وعائلته في عددها يوم أمس، وكتبت أن "خمس سنوات من رأس المال السياسي، وأكثر من مليون طن من الأسلحة، وعشرات المليارات من الدولارات، ودور روسيا باعتبارها قوة مهيمنة إقليمياً وصاعدة عالميًا؛ كلها على المحك إذا تخلى فلاديمير بوتين عن بشار الأسد".
وأضافت الصحيفة "غير أن هذه الآمال تكاد تكون محطمة، خاصة منذ ضاعف الكرملين دعمه للأسد في أيلول/سبتمبر 2015، واتبعت روسيا استراتيجية النجاح بأي ثمن، تحدت بانتظام حدود الحروب الحديثة، ووضعت نظام الأسد على شفا الفوز في ساحة المعركة. وليس هناك رغبة لدى موسكو للتنازل عن أي أساس في سوريا لصالح الولايات المتحدة".
وأدان الائتلاف الوطني السوري المعارض الفيتو الروسي، معتبراً أن الموقف الروسي لا يعمل من أجل توفير مناخ لنجاح المفاوضات، بل على العكس، فهو يدعم طرفاً مجرماً، ويفتح المجال أمامه لممارسة المزيد من الإجرام دون أي خوف أو ردع"، مضيفاً أن ذلك هي "شراكة في الإجرام ومسؤولية مباشرة عنه، وتشجيع على استخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة والاستمرار في خرق القرارات الدولية".