بلدي نيوز – (عمر الحسن)
زعم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة النظام، وليد المعلم، أن قوات النظام "لم ولن تستخدم أي نوع من السلاح الكيميائي حتى ضد الإرهابيين".
وجاءت تصريحات المعلم بعد استشهاد 100 مدني، وإصابة 400 آخرين بحالات اختناق، الثلاثاء الماضي، بقصف طيران النظام على مدينة خان شيخون بالغازات السامة، الأمر الذي خلف رود فعل غاضبة من قبل الدول الغربية، حيث هددت الولايات المتحدة باتخاذ خطوات بشكل منفرد في حال فشل مشروع القرار الغربي بمجلس الأمن ضد النظام، الذي رفضته موسكو وألمحت إلى استخدام الفيتو ضده.
وقال "المعلم" خلال مؤتمر صحفي في دمشق، اليوم الخميس، "كلكم اطلع على بيان قيادة الجيش والقوات المسلحة وبيان وزارة الخارجية والمغتربين الذي أرسل إلى مجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وإلى نائب المندوب الدائم في نيويورك... وكل هذه البيانات أكدت النفي القاطع لاستخدام قواتنا المسلحة السلاح الكيميائي في الماضي والحاضر والمستقبل وفي أي مكان ونحن ندين مثل هذا العمل الإجرامي".
وأضاف المعلم: "تعلمون أن سوريا انضمت إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وقدمت بيانات متتالية حول هذا الموضوع، وفي منتصف عام 2016، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية دقة البيانات السورية".
مزاعم المعلم تنفيها تقارير منظمة "هيومن رايتس ووتش" حيث وثقت المنظمة إلقاء مروحيات النظام عبوات مليئة بالكلور في عشرات الحالات، ونشرت تقارير عن تلك الهجمات في أيار/مايو 2014، ونيسان/أبريل 2015، وحزيران/يونيو 2015، وأيلول/سبتمبر 2016، حيث وثقت كيف شنت قوات النظام هجمات كيميائية منسقة في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2016، أثناء المراحل الأخيرة من معركة السيطرة على حلب.
وشرح وزير خارجية النظام راوية "الأسد" للمجزرة قائلاً "ما جرى في خان شيخون أن الإعلان عن بدء هذه الحملة كان في الساعة السادسة صباحا في حين أن أول غارة للطيران السوري جرت في الساعة الحادية عشرة والنصف في اليوم ذاته على مستودع ذخيرة تابع لجبهة النصرة فيه مواد كيميائية"، وفق زعمه.
واعتبر "أن الدليل على أن الهدف كان مستودعا للذخيرة أن المنطقة التي حدث فيها ما تم تصويره بأجهزة الفيديو من خلال القبعات البيضاء ومرصد لندن لحقوق الإنسان كلها حول دائرة صغيرة ولو كانت غارة جوية باستخدام سلاح كيميائي لانتشر ذلك على مسافة دائرة قطرها أكثر من كيلومتر".
إلا أن الصور التي حصلت عليها بلدي نيوز من مكان الغارة الجوية التي شنها النظام في خان شيخون، لا تظهر أبدا استهداف معمل للغازات السامة في المدينة، كما نفت مصادر ميدانية لبلدي نيوز وجود مثل هذا الأسلحة في حوزة جميع فصائل المعارضة.
وخالف "المعلم" الرواية الروسية حول مصدر السلاح الكيمائي، حيث قال إن المواد الكيمائية دخلت إلى سوريا من تركيا، وهو ما يختلف عن رواية روسيا التي تقول إن المواد المزعومة وصلت من العراق.
واتهم وزير خارجية النظام ما سماه "الجوقة" بتلفيق أدلة ضد النظام، قائلاً "هذا طبيعي ألا تتوافر لديهم المعلومات لأنه بعد ساعة من الإعلان عما جرى في خان شيخون، بدأت الجوقة تتحرك في مختلف عواصم الغرب وفي مجلس الأمن باتهام سورية والغريب أن الولايات المتحدة التي لا تملك معلومات عما جرى لكن هذه المعلومات كانت لدى دي ميستورا عندما قال بأن ما جرى كان من الجو لكنه نسي أن يسمي الطيار".
ويحظر القانون الدولي الهجمات الكيميائية، وتعتبر "اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية" من أقوى معاهدات الحظر في القانون الدولي بمشاركة 192 دولة، انضم الأسد إلى الاتفاقية وتخلى عن برنامجه للأسلحة الكيميائية في 2013، بعد قصف النظام بغاز السارين على الغوطة الشرقية الذي أدى إلى استشهاد نحو 1450 مدني بالغوطة الشرقية في آب/أغسطس 2013.