من يحسم الصراع على منبج؟ - It's Over 9000!

من يحسم الصراع على منبج؟

بلدي نيوز – (نجم الدين النجم)
يتعقد المشهد العسكري في شمالي حلب، حيث تتصادم قوى محلية وإقليمية ودولية في محاولة للسيطرة على مدينة منبج بريف حلب –والتي تعتبر كبرى المدن في محافظة حلب- ويعيش فيها قرابة 300 ألف نسمة قبل أن يسيطر عليها تنظيم "الدولة" وبعدها ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حيث نزح أكثر من 200 ألف مدني نحو مخيمات ريف حلب الشمالي وتركيا.
الصراع على مدينة منبج يشبه إلى حد بعيد الصراع على سوريا، حيث حررت المدينة أواخر عام 2012، من قبل فصائل الجيش السوري الحر، حيث شهدت منبج خلال هذه الفترة هدوء كاملا، إلى أن سيطر عليها تنظيم "الدولة" في مطلع عام 2014، ما تسبب بنزوح الآلاف من سكان المدينة نحو مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وبعد عام وثمانية أشهر سيطرت ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على منبج بدعم جوي من التحالف الدولي، في نهاية آب من العام الماضي.
سيطرة ميليشيات "قسد" على المدينة وتجاوزها للخط الأحمر التركي بالعبور نحو الضفة الغربية لنهر الفرات، دفع أنقرة إلى إطلاق عملية درع الفرات، في الرابع والعشرين من شهر آب/أغسطس 2016، والتي استطاعت تحقيق هدفها الرئيسي بالسيطرة على مدينة الباب أهم مواقع تنظيم "الدولة" في ريف حلب، فيما أعلنت تركيا مراراً عبر دبلوماسييها أن منبج هي الخطوة القادمة لدرع الفرات.
على صفيح ساخن
بعد أيام قليلة من سيطرة فصائل الجيش الحر على مدينة الباب، أعلن مجلس منبج العسكري التابع لميليشيات قوات سوريا الديمقراطية، يوم الخميس الماضي تسليمه القسم الغربي من مدينة منبج إلى قوات حرس الحدود التابعة لقوات النظام، بعد الاتفاق مع أطراف روسية، كما جاء في البيان الذي أصدره المجلس، لتعلن بعد ذلك صحيفة "يني شفق" التركية، يوم أمس الجمعة عن عملية عسكرية ضخمة ستطلقها تركيا، بعد زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا في 10 آذار الجاري، وأكدت الصحيفة، أن تركيا أبلغت موسكو وواشنطن وجميع الأطراف عن عزمها لتنفيذ عملية تحرير منبج والمناطق التي احتلتها وحدات الحماية الكردية "قسد"، حتى ولو وقفت واشنطن إلى جانبهم، ونوهت الصحيفة إلى أن تركيا ستحذر الجنود الأمريكيين الموجودين في المنطقة قبل 48 ساعة بضرورة إخلائها.
وفي خضم هذا التسارع المريب للأحداث التي تدور حول مدينة منبج، استقدمت القوات الأمريكية الموجودة في منبج، صباح اليوم السبت، قافلة من المصفحات العسكرية حاملة معها مجموعات من الجنود الأمريكيين، بعدما وصلت الدفعة الأولى من القافلة يوم أمس الجمعة، وذلك حسب ما أفاد به موقع "روسيا اليوم".
صراع يبدو على أشده للسيطرة على منبج بين القوى الكبرى في سوريا، فبعد موافقة روسية وأمريكية على دخول درع الفرات إلى مدينة الباب، يظهر جلياً أن هناك اتفاقاً أمريكياً-روسياً جديداً لتجميد درع الفرات عند حدود الباب.
درع الفرات.. إلى أين؟
بعد سنوات من التحالفات التقليدية بين القوى العظمى ووكلائها على الأرض السورية، تختلط اليوم أوراق التحالفات وتبرز التحالفات المصلحية بين القوى الكبرى ذاتها، على مناطق النفوذ في الشمال السوري على وجه الخصوص، بين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا، فيما يبدو أن إيران خرجت من السباق السوري، كطرف غير مقبول به من الجميع، حتى في محاربة الإرهاب، بقرار أمريكي صريح على لسان الرئيس دونالد ترمب.
وحيث أن الولايات المتحدة الأمريكية توّلت مهمة السيطرة على الرقة، عبر دعم ميليشيات سوريا الديمقراطية، وبعد استلام الروس ومعهم قوات النظام مدينة تدمر من تنظيم الدولة، تظهر نية القطبين الأمريكي والروسي، بتحييد عملية درع الفرات وإبعادها عن العمق السوري الاستراتيجي المتمثل بمنبج وريف الرقة الشمالي، وحبس فصائل درع الفرات داخل العمق التركي الطبيعي داخل الأراضي السورية.
من جهة أُخرى، تمتلك تركيا حدوداً طويلة مع سوريا، من شأنها خلق الكثير من المشاكل للأمريكيين والروس إذا قررت التصرف بشكل منفرد، فمواقع ميليشيات قسد تقع مباشرة في مرمى القوات التركية في تل أبيض وعين العرب والقامشلي، كمان أن فصائل الجيش الحر هي فصائل من أهالي هذه المدن والمناطق ويتمتعون بقبول شعبي كبير، فضلاً عن اكتسابهم خبرة قتالية كبيرة بعد المعارك التي خاضتها الفصائل ضد التنظيم في مدينتي جرابلس والباب، حيث يُعتبر الجيش الحر ورقة رابحة أُخرى في يد تركيا في حال قررت التصرف منفردة.

مقالات ذات صلة

تصريح تركي بشأن عملية "ردع العدوان"

زاخاروفا"موسكو تدعم سوريا وشعبها والحفاظ على استقلالها وسيادتها"

آخر تحديث.. "ردع العدوان" على بوابة حلب أهم المواقع التي سيطرت عليها

آخر التطورات.. المناطق التي سيطرت "ردع العدوان" في يومها الثالث

تجاوزت المئتين.. وسائل إعلام موالية تنشر اسماء قتلى النظام في "ردع العدوان"

نحو 20 قتيلا وعشرات الجرحى بقصف النظام وروسيا على شمال غرب سوريا