بلدي نيوز – (المحرر العسكري)
بدأت روسيا حملتها العسكرية في سوريا معتمدة بشكل أساسي على الطائرات القاذفة والقاذفة-المقاتلة التي نشرتها في مطار حميميم وبعض المطارات في القسم الغربي من سوريا، والتي شملت قرابة 100 طائرة متعددة الأنواع، بين حوامة وقاذفة ومقاتلة وقاذفات استراتيجية، وطائرات الشحن المختلفة التي لم تتوقف عن الوصول إلى سوريا عبر الأجواء العراقية والإيرانية.
كانت من بين تلك الأنواع التي أرسلت إلى سوريا طائرات سوخوي 25، والتي تعتبر إحدى أنواع طائرات الاسناد الجوي القريب، العاملة في الجيش السوفيتي وثم الروسي، ولها عدة نماذج.
تعتبر سوخوي 25 من الطائرات المخصصة لمساندة القوات البرية بشكل وثيق، وهي مصممة لهذا الغرض بشكل أساسي، فهي تنفذ عمليات قصف للأهداف المختلفة خلال عمليات تقدم القوات، ضد خطوط دفاع العدو وعرباته وتجمعات قواته المختلفة.
"الغراب" الذي لم يجلب النصر!
يتفاخر الروس بقدرات السوخوي 25 وبتدريعها وإمكانياتها المختلفة، ويلقبونها بالغراب، لكنهم لا يذكرون العدد الهائل من طلعات القصف الذي نفذت والذي تجاوز 60 ألف طلعة لدعم القوات السوفيتية في أفغانستان ومع ذلك كان "الغراب" فأل نحس على الروس، وخرجوا من أفغانستان مهزومين، بعد أن أمضوا قرابة العقد من القتال المرير هناك.
قنابل غبية!
يعتمد تسليح سوخوي 25 بشكل أساسي على الذخائر غير الموجهة مثل صواريخ S8 وS13، والقنابل غير الموجهة زنة 250 و500 كغ، والتي استخدمتها بكثافة في سوريا، حيث تعتمد بشكل أساسي في سوريا على قنابل ofab250 شديدة الانفجار كثيرة الشظايا، التي تستطيع حمل ثمانية قنابل منها في كل طلعة، في حين تبلغ الحمولة الكاملة من العتاد لهذه الطائرة قرابة الأربعة أطنان.
إضافة للذخائر غير الموجة، تستطيع سوخوي 25 إطلاق ذخائر موجهة وبخاصة صواريخ خ25 جو-أرض الموجهة، والتي يبلغ مداها قرابة 12 كم (موجهة بالليزر).
كيف تصطاد "غراباً"؟
يؤكد الروس أن طائرة سوخوي 25 تتمتع بتدريع نسبي جيد، يسمح لها بالنجاة من الرمايات المختلفة للأسلحة المضادة للطائرات صغيرة العيار، مثل المدفعية المضادة للطائرات عيارات 14.5 و23 ملم، وحتى الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف.
فهي إضافة لتدريعها (بخاصة في منطقة حجرة الطيار)، تحتوي مجموعة من الوسائط، التي تستخدم للتشويش على الصواريخ الموجهة حرارياً ورادارياً (مشاعل حرارية).
بالنسبة للسوخوي 25، فأفضل ما لدى الثوار للتعامل معها هو المدفعية المضادة للطائرات عيار 57 ملم، خصوصاً أنها تنفذ الكثير من مهامها بوضعية الانقضاض (شوهدت الكثير من هذه الطائرات مسلحة بشكل أساسي بصواريخ s8 الغير موجهة، التي لا يتجاوز مداها 4 كم، ما يجعلها بحاجة للانقضاض لإطلاق هذه الصواريخ).
القذائف الشديدة الانفجار لهذا المدفع قد لا تكون فعالة بالشكل الأمثل ضد هذه الطائرة، لذلك الأفضل استخدام ذخائر "خارقة للدروع" عار 57 ملم، ضد هذه الطائرة والتي تستطيع اختراق درعها، والتسبب بأضرار كبيرة جداً في الطائرة بقذيفة واحدة (القذائف الخارقة للدروع عيار 37 ملم قد تكون فعالة في بعض الحالات وعلى بعض المديات).
ما يعني أن الحل الأمثل يتمثل بنصب الكمائن لهذه الطائرة، والذي يتطلب تنسيقاً عالياً، واستخدام التمويه المكثف من شباك تمويه ووسائط نشر الدخان، الذي يجبر الطيارين على الانقضاض وإطلاق النار من مسافات أقرب، واختيار أفضل الرماة على المدفعية عيار 57 ملم تحديداً، وإخضاعهم لدورات مكثفة لرفع مستوى تدريبهم، ما يرفع احتمالية إصابة الطائرات المختلفة سواء سوخوي 25 أو غيرها (مدى الرمي لمدفعية 57 ملم هو 4 كم بصرياً 6 كم رادارياً)، وإجراء الصيانة الجيدة لهذه النوعية من المدفعية، وتعديل المدفعية من العيارات الأكبر للاستخدام ضد الطائرات.